"نداء بوست" – سليمان السباعي – عمّان
من دعوة إلى عدم استخدام العنف ضدّ المتظاهرين السلميين في سورية، إلى دعم الجيش السوري الحرّ واستقبال اللاجئين السوريين الهاربين من بطش الأسد، إلى الحديث عن استحالة سقوط النظام، عناوين عريضة لمواقف كانت المملكة الأردنية الهاشمية تتّخذها خلال السنوات العشر الأخيرة إزاء ما يحدث في سورية.
وكانت آخِر تلك المواقف، تصريحات الملك عبد الله الثاني، في حوار مع شبكة "سي إن إن" رأى فيه أنّ "بشار الأسد سيبقى لأمد طويل في السلطة"، مشيراً إلى أنّ ذلك معلوم في الأردن منذ بدء الثورة السورية.
وأضاف في الحوار الذي جرى قبل شهر تقريباً: "علينا أن نكون ناضجين في تفكيرنا، هل يجب تحقيق تغيير للنظام أم تغيير للسلوك؟ إذا كانت الإجابة تغيير السلوك، فماذا علينا أن نفعل للتلاقي حول كيفية التحاور مع النظام؛ لأن جميع الآخرين يقومون بذلك، لكن ليست هناك خطة حتى الآن".
وبعد الحديث عن بقاء النظام قال: إنّ "دفع الحوار مع السلطات في دمشق إلى الأمام بصورة منسقة أفضل من ترك الأمور على ما هي عليه الآن".
وتخلل تلك التصريحات زيارات متكررة لوفود من عمّان ودمشق، ولو على مستوى عادي، إلّا أنّها أشبه بجسّ نبض دولي لإعلان التطبيع في المستقبل القريب بين المملكة ونظام الأسد.
اليوم، كشفت مصادر خاصة لـ "نداء بوست" عن وجود اجتماع مهم في الأردن، حول الشأن السوري يشارك فيه شخصيات أوروبية وأمريكية، وبعض الدول الأخرى، من بينها مصر والإمارات العربية المتحدة.
ويرى مراقبون أنّ تلك التحرّكات الأردنية، تأتي في أعقاب حصول عمّان على ضوء أخضر من واشنطن لرسم مستقبل جديد بين المملكة ودمشق، خصوصاً أنّ الوضع في الأردن ليس جيّداً من الناحية الاقتصادية.
ويبدو أنّ الأسد المعزول دولياً، سيجد في حاجة الأردن لسورية من الناحية التجارية فرصة ذهبية لإجبار عمّان على إعلان تطبيع ولو على مراحل، بدأت ملامحها تظهر من خلال الوفود المشتركة التي تواصل اجتماعاتها في دمشق وعمّان منذ أشهر.