نداء بوست- ريحانة نجم- بيروت
رأى الخبير في الشؤون الإقليمية الدكتور طلال عتريسي أن زيارة وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان إلى لبنان تأتي في ظل جولة يقوم بها إلى أكثر من دولة في المنطقة والعالم بعد زيارة موسكو ومشاركته قبل فترة في اللقاء الإقليمي في العراق مع أكثر من دولة عربية، وتأتي بعد تعيينه وزيراً للخارجية الإيرانية.
وأشار عتريسي في حديث لـ"نداء بوست" إلى أن هذه الزيارة تؤكد أهمية لبنان بالنسبة لإيران في سياستها الخارجية، وقال: "إن عبد اللهيان سيقترح على المسؤولين اللبنانيين مختلف أنواع المساعدات التي تستطيع إيران أن تقدمها تعبيراً عن هذا الاهتمام بلبنان في ظل التغييرات الخاصة في المنطقة من موضوع محطات الكهرباء إلى موضوع النفط والمساعدات العسكرية"، مستبعداً أن تكون هذه الزيارة مرتبطة بملف الانتخابات النيابية.
وعن الهدف من الزيارة، قال عتريسي: إن الهدف من هذه الزيارة تأكيد سياسة إيران الخارجية في ظل الأوضاع الراهنة، خاصة أن إيران اليوم تخوض نقاشاً مفتوحاً مع المملكة العربية السعودية، وهو يعني أن هذه الزيارة لن تثير حساسيات سعودية على سبيل المثال، كما أضاف أن إيران أيضاً تخوض نقاشاً مع الغرب والولايات المتحدة الأمريكية لحل مشكلة الاتفاق النووي، وستعود قريباً إلى اجتماعات فيينا، وأشار إلى أن سورية اليوم أيضاً تعيش حالة من فك الحصار الأمريكي جزئياً إضافة إلى فك الحصار السياسي والدبلوماسي، مؤكداً أن الظروف الراهنة في المنطقة مريحة إلى حد ما في ظل التغييرات الخاصة على كل المستويات.
واستبعد الخبير في الشؤون الإقليمية أن تؤثر هذه الزيارة سلباً على علاقات لبنان مع الدول العربية وخاصة الخليجية منها، وقال "السعودية تحاور إيران وفتحت أبواب النقاش لحل المشكلات الإقليمية وبالتالي لن تعترض على هذه الزيارة في الوقت الذي تجلس فيه مع الموفدين الإيرانيين في بغداد، وأشار إلى أن الظروف مناسبة اليوم لإعادة ترتيب أولويات جميع الدول".
وكان وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان وصل أمس الأربعاء إلى العاصمة اللبنانية بيروت في زيارة تستمر ليومين قادماً من العاصمة الروسية موسكو، والتقى الرؤساء الثلاثة ميشال عون، ونبيه بري ونجيب ميقاتي، وأكد أن بلاده ستُقدِّم أي مساعدة للبنان لكسر ما وصفه بالحصار المفروض عليه في حال طلب منها ذلك، في حين أكد الرئيس اللبناني ميشال عون "دعم لبنان للجهود التي تُبذل لتعزيز التقارب بين دول المنطقة".