نداء بوست- سليمان سباعي- حمص
أوقفت شعبة الهلال الأحمر العاملة في المجال الإغاثي مخصصات خمس عشرة عائلة من أهالي حي "دير بعلبة" في حمص بسبب وجود أشخاص منهم في الشمال السوري بحسب ما أفاد مراسل "نداء بوست" في المدينة.
وأشار مراسلنا إلى أن فريق الهلال الأحمر أجرى مطلع شهر كانون الثاني/ يناير الجاري عملية إعادة ترميم وتصحيح لجداول المستفيدين من السلال الغذائية المقدَّمة من قِبل برنامج الأغذية العالمي، وجمع خلال عملية الإحصاء معلومات كاملة عن العائلات القاطنة ضِمن أحياء مدينة حمص.
محمد خالد أحد سكان حي "دير بعلبة" قال في حديثه لـ "نداء بوست": اعتدنا على تسلُّم سلة غذائية كل منتصف شهر من مركز الهلال في الحي، وتفاجأنا قبل يومين بشطب أسماء خمس عشرة عائلة دون توضيح الأسباب التي دفعتهم لاتخاذ هذا القرار.
وأضاف محمد أنه على الرغم من توجُّه أرباب الأسر إلى مركز شعبة الهلال الرئيسي إلا أننا لم نتمكن من مقابلة المدير التنفيذي، ليتضح لاحقاً أن العامل المشترك فيما بيننا هو تواجُد أحد أفراد أُسَرنا في الشمال السوري، والذين خرجوا أثناء حملة التهجير التي تمّت في عام 2014 الماضي.
من جهتها قالت الحاجة خيرية وهي معيلة لأحفادها: إن ابنها أُجبر على الخروج من المدينة خشية اعتقاله من قِبل أفرع المخابرات، ولجأ إلى مدينة إدلب تاركاً وراءه ثلاثة أطفال، وزوجته التي توفيت قبل نحو عام بسبب مرض "كورونا"، مضيفة بأن السلة الغذائية كانت تساعدها نوعاً ما في سدّ احتياجات أحفادها.
مصدر محلي من شعبة الهلال تحدث لـ "نداء بوست" مشترطاً عدم الإفصاح عن هُوِيَّته حفاظاً على سلامته بأن التعليمات المعمول بها تأتي بناءً على التوجيهات الواردة من قِبل شعبة المخابرات العسكرية في دمشق، وأن عملية ترميم المعلومات التي قام فريق الهلال بجمعها سابقاً، تمّ تزويد فرع الأمن الوطني بدمشق بنسخة منها بعد التأكد من إجراء عملية مسح كاملة للمقيمين في مدينة حمص وريفها.
وتجدر الإشارة إلى أن فِرَق المسح وترميم المعلومات التي جالت على جميع منازل الأهالي في حمص كانت تصرّ على وجود جميع أفراد الأسرة، وتحملهم على إبراز ما يُثبت شخصيتهم بالإضافة لمطالبتهم بالحصول على إخراج قيد مدني من إدارة النفوس لإحصاء عدد الأفراد المسجلين في الدائرة الحكومية، ومقارنتها مع الأفراد المتواجدين في منازلهم.