يعيش الشابان المهجَّران مخلص وطارق الإبراهيم في مخيم بالقرب من معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا، بعد أن فقدا منزلهما الواقع تحت سيطرة قوات النظام السوري في البادية السورية قرب مدينة تدمر في شرقي سورية.
وينشط الأخوان عَبْر تطبيق " تيك توك" الذي يُعَدّ أحد أكبر منصات التواصل الاجتماعي التي تتيح لمستخدميها نشر فيديوهات متنوعة، حيث يعمل الأخوان على صناعة خدع بصرية عن طريق تطبيق المقاطع بشكل سريع، حيث إنهما يمتلكان هذه الموهبة منذ أكثر من عشر سنوات ولكنهما توقفا عن ممارستها بسبب الحرب.
وشرح طارق الإبراهيم لـ "نداء بوست" مزيداً عن هوايته بقوله إننا: "نعمل بمجال المونتاج والخدع البصرية قبل تهجيرنا، وكنا مهتمين في هذا المجال من سنوات ما قبل الثورة السورية، حيث كنا سابقاً نقوم بوضع المقاطع المُمَنتجَة على الأقراص الليزرية ونقوم بتوزيعها في القرية، وبعد انقطاعنا لعدة أعوام قررنا أن نعود لهذه الهواية، وكانت عودتنا بعد النزوح إلى المخيم".
وأضاف: "نحن الآن نعمل على إظهار معاناتنا وطريقة حياتنا في المخيم من خلال إنتاجنا لتلك المقاطع، فنحن نعدها وسيلة لإيصال معاناتنا ومعاناة كافة سُكّان الخيام".
وهناك العديد من المعوِّقات الكبيرة التي تواجه الأخوين في طريقهما لإنتاج تلك الخدع البصرية، فمن المعروف أن مثل هذا النوع من الخدع يحتاج لمعدات تصويرية وأستوديو لكي يتم إنتاجها، إلا أن الأخوين يعملان ضِمن الإمكانيات المتاحة لهما في خيمتهما.
وعن أهمّ العقبات والمصاعب أكد مخلص الإبراهيم أن: "عملنا يتركز على خدع المونتاج والتي من خلالها نوصل رسائلنا، ولكن من أهم الصعوبات والمعوِّقات التي تواجهنا في عملنا هي الأدوات المستخدمة من تصوير وإضاءة وأدوات الصوت، فالمحيط الذي نعمل به كمخيم لا يساعدنا، فمثلاً قد نحتاج إلى إعادة التصوير لأكثر من 50 مرة بسبب بعض الأصوات التي تظهر في التصوير أو بسبب ضعف جودة التصوير؛ لأننا نقوم بالتصوير بواسطة هاتف محمول".
وأشار الإبراهيم إلى أنه "نقوم بالتنسيق بيني وبين طارق فأحدنا يقوم بالتصوير والآخر يقوم بالتمثيل، التصوير يقوم على مراحل، ثم يتم أخذ اللقطات إلى المونتاج لتطبيق الخدعة بشكل دقيق".
مؤكداً في حديثه أنه "لقد قررنا أنا ومخلص أن نقوم بنشر مقاطعنا عَبْر منصة تيك توك والتي تعد تربة خصبة لمثل هذا المحتوى الذي نقوم بصناعته، وحصدنا إلى الآن أكثر من 10 آلاف متابع في أقل من أربعة شهور من الآن، إضافة إلى تواصُل أكثر من جهة خارجية وعربية معنا لصناعة بعض الخدع والتصاميم الخاصة بها، وكسبنا شهرة جيدة في وقت قياسي".
ويُعتبر المدنيون في المخيم أن طارق ومخلص استطاعا من خلال هاتف محمول وبعض الأفكار البسيطة إيصال رسالة معاناة أكثر من مليون ونصف المليون نسمة يعيشون ضِمن مخيمات الشمال السوري.