أحمد عليان – نداء بوست
في إجراء متوقَّع منذ أسابيع، "انتُخب" يوم الاثنين، سالم المسلط، رئيساً للائتلاف الوطني السوري لقوى الثورة والمعارضة، وذلك بعد فترةٍ من "ركود سياسي" كرّسته نزاعات في البيت الداخلي للجسم المؤسساتي الأبرز في المعارضة.
وبينما قلَّل البعض من أهمية "انتخاب" المسلط، معتبرين أنّه مجرد وجه جديد يعتلي سُدّة الائتلاف بعد عملية تدوير المناصب التي شهدها الكيان المعارض قبل عام، أشاد آخرون بالرجل القادم من خلفية عشائرية داعمة و"خبرة سياسية بالتفاوض، وعلاقات دولية متّزنة".
أمّا الشارع السوري الثوري، فلم يُبدِ أملاً بالانتخابات التي نشر موقع "نداء بوست" نتيجتها "المقرّرة" قبل حدوثها بنحو أسبوعين، وتساءل البعض على منصات التواصل الاجتماعي عن الجديد الذي يمكن أن يقدّمه المسلط في الجسم المتهالك من جراء الانقسامات التي تجسّد خلافات إقليمية ودولية.
آمال بالإصلاح
الباحث في مركز "جسور" للدراسات، "وائل علوان"، يرى أن المضي قدُماً بالائتلاف نحو إحراز تقدُّم في الملف السوري حالياً مرتبط بشكل كبير جداً بمسار القضية السورية إقليمياً ودولياً.
وأضاف الباحث في تصريحات لـ"نداء بوست"، أنّه رغم عدم إمكانية التحرك بشكل واسع إلّا أنّ هذا "لا يعني الاستسلام" سيّما مع وجود "هوامش جيدة يمكن للائتلاف أن يتحرّك ضِمنها".
وتتيح الهوامش المفتوحة، "إجراء الكثير من التحسينات والإصلاحات داخل بنية الائتلاف، ثم على مستوى القضية السورية سياسياً وداخلياً".
وفي هذا السياق، يرى "علوان"، أنّ المطلوب من "المسلط" بعد رئاسته الائتلاف، تسخير إمكانياته الشخصية المعزّزة بخبرته السياسية وعلاقاته الداخلية والإقليمية، في تدارك جزء كبير من الاختلافات البينية التي حصلت خلال الفترات الماضية في الائتلاف، بالإضافة إلى معالجة علاقة الجسم المعارض مع المجتمع الدولي.
"لا تغيير في ظل هيمنة الصقور"
أمّا الباحث والكاتب في معهد "واشنطن" لدراسات الشرق الأدنى، "مالك الحافظ" فيرى أنّ المسلط "لن يستطيع فعل شيء" مختلف عن سابقيه.
وأضاف الحافظ لـ"نداء بوست"، أنّ "الكتلة المسيطرة على الائتلاف هي ذاتها، وبذات النهج، يغيب عنها التخطيط والتنفيذ كمؤسسة سياسية متكاملة الأركان، ذات مشروع واضح."
وقال: "بحسب ما توارد من معلومات، فإن تشكيلات الهيئات السياسية والرئاسية المتعاقبة، تأتي بعد توافُقات بين تيارين داخل الائتلاف، يتم من خلالها تقاسُم الأصوات وصلاحيات الأعضاء ومساحات نفوذهم، إلى جانب المرتبات الشهرية، سواء في عضوية الهيئة السياسية، أو حتى داخل اللجان المتخصصة في الهيئة العامة للائتلاف".
ونوّه الحافظ بأنّ "المسلط جاء ليستلم رئاسة الائتلاف بعد توافُق منذ عدة أشهر بين جناحَيْ المؤسسة اللذيْنِ يهيمن عليهما ما يعرف بصقور الائتلاف".
شخصية مؤثِّرة والهيكلية ذاتها
ويرى "علوان" الذي أشار إلى هوامش تتيح للمعارضة ترتيب بيتها الداخلي، أن المسلط "شخصية مؤثّرة"، رابطاً في الوقت ذاته التغيير بحالة المعارضة ككل وليس بشخص واحد.
وأضاف أنّ "المسلط مؤثّر بشكل كبير جداً لخلق بيئة تغيير متاحة ضِمن التعقيدات في المشهد الدولي والإقليمي".
لكنّ الحافظ رأى أنّ "المسلط لن يُقدم شيئاً في رئاسته للائتلاف، سوى مراسلة وزارات خارجية بعض الدول الغربية، والبيانات والمؤتمرات الصحفية"، معتبراً أنّ التغيير غير ممكن في ظل الهيكلة الحالية للائتلاف".
إصلاح قانوني
رئيس الدائرة السياسية لاتحاد ثوار حلب "هشام سكيف"، رأى أنّ الائتلاف وحتى يحقق فاعلية أكثر، فعليه الدخول في عملية إصلاح جدية وحقيقية.
واعتبر "سكيف" أنّ أول إصلاح يجب تحقيقه هو الإصلاح القانوني (الدستوري).
وزاد "سكيف" أنّ تنظيم الائتلاف لمؤتمر وطني -يقوده ويوسع قاعدة تمثيله، ويُعرِّف نفسه من خلاله- هدف يجب أن يحظى باهتمام شديد منه.
ويعتقد "سكيف" أنّ رسم سياسة الائتلاف على مبدأ التوازن في العلاقات الخارجية، يحميه من التحولات والمتغيرات الدولية.
مَن هو الرئيس العاشر للائتلاف؟
و"المسلط" المولود في مدينة الحسكة، حائز على شهادة جامعية بالعلوم السياسية في الولايات المتحدة، وفقاً للموقع الرسمي للائتلاف.
وعمل "المسلط" باحثاً في "مركز الخليج للأبحاث" في دبي، كما شغل منصب نائب مدير عامّ مركز الخليج للأبحاث في الإمارات العربية المتحدة، من عام 1998 حتى 2011.
أمّا عمله السياسي، فقد شغل منصب رئيس مجلس القبائل السورية، وعضو المكتب التنفيذي للمجلس الوطني السوري، وعضو مؤسِّس في الائتلاف الوطني السوري، وكان عضواً في الهيئة العليا للمفاوضات والناطق الرسمي لها، وعضو الهيئة السياسية للائتلاف في عدد من الدورات.