"نداء بوست" – الحسكة – محمد العمري
لقي الشيخ محمد الفارس، شيخ مشايخ طي، حتفه في مدينة القامشلي بمحافظة الحسكة بعد صراع مع المرض.
يعتبر الفارس من أكثر زعماء الميليشيات في شمال شرقي سورية التصاقاً بنظام الأسد حيث ارتكبت الميليشيا التي يقودها في الحسكة والقامشلي عشرات الانتهاكات بحق معارضي النظام.
وكان الفارس قد أسس ميليشيا عشائرية منذ الأيام الأولى للثورة السورية، قامت بزرع الفتنة بين المكونات القبلية والاثنية في الجزيرة السورية، بدعم وتوجيه من أجهزة المخابرات التي يعد أحد عملائها الرئيسيين.
غير أن كبار رجال طي اختاروا إما الانضمام إلى صفوف الثورة السورية، أو التزام الصمت والوقوف على الحياد.
وكان الفارس -وهو ابن الشيخة عنود الشخصية الوطنية السورية التي عُرفت في خمسينيات القرن العشرين، ورحلت عن الحياة في المدينة المنورة بالسعودية- قد دعا وجهاء وشيوخ قبيلة طي ربيع هذا العام، إلى إعلان المقاومة الشعبية ضد الوجود الأمريكي في المنطقة الشرقية السورية، وفي بيان أصدره بعد اجتماع معهم في قرية جرمز في ريف القامشلي، عبّر عن رفضه لممارسات "قسد" بحق الأهالي في بعض أحياء مدينة القامشلي.
كما طالب الوجهاء والشيوخ "بعض أبناء العشائر المنخرطين في صفوف ميليشيا قسد المدعومة من الاحتلال الأمريكي بالانسحاب الفوري وإعلان المقاومة الشعبية ضده وأدواته بكل عزة وشرف"، منددين بما اعتبروه اعتداءات إجرامية بحق الأهالي في أحياء مدينة القامشلي وارتهانها للجيش الأمريكي ومخططاته ضد الوطن وأبنائه"، على حد وصفهم.
الفارس عُرف بمواقفه المناهضة لـ ”قسد“ واتهامه لها بأنها تسهل شراء الأراضي لشخصيات إسرائيلية وأجنبية في الجزيرة السورية.
وقبيلة طي قبيلة عربية كبيرة تنتشر في عدد من البلدان العربية، كالسعودية والعراق وسورية والأردن وغيرها، ويسكن شيوخها حالياً في نطاق مدينة القامشلي وهم يعدّونها ”جزءاً من ديرة طيئ“.
وتتكون طي من مجموعة من العشائر كالعيدان والعساف والحريث واليسار وسنبس وعشائر الجوالة والبني سبعة وحرب والراشد والبوعاصي والغنامة والمعامرة والشرايين. وتسكن داخل الأراضي السورية عَبْر سهل رسوبي تزيد مساحته على أكثر من 6000 كلم مربع ويزيد عدد سكانه على 200 ألف نسمة.