نداء بوست -محمد جميل خضر- عمّان
مواصلاً التقارب الرسمي الأردني مع النظام السوري، قابل رئيس مجلس النواب الأردني عبد الكريم الدغمي، قبل يومين القائم بأعمال سفارة النظام السوري في عمّان عصام نيال.
الدغمي يحوّل بهذا اللقاء، التقارب إلى بعده الشعبي، على اعتبار أن النواب هم خيار الشعب، خصوصاً وهو يعلن أن "أمن واستقرار كلا البلدين الشقيقين كل لا يتجزأ".
الدغمي أكد خلال المقابلة التي جرت تحت قبة برلمان الشعب، على أهمية "تعزيز وتطوير العلاقات الأردنية السورية في مختلف المجالات؛ خدمة لمصالح الشعبين الشقيقين".
وشدّد على أن الأردن بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني أحرص ما يكون على "وحدة سورية واستقرارها أرضاً وشعباً، وعودتها إلى مكانتها الطبيعية في أمتها العربية". وهو يقصد هنا ما قاله الملك عبد الله الثاني عندما تلقّى اتصالاً هاتفياً من رأس النظام السوري بشار الأسد.
موقف الدغمي يفسّر، ربما، مواجهته لمنافسة شكلية في الانتخابات التي نصّبته رئيساً لمجلس النواب الأردني. وكنا أشرنا في خبر سابق أن منافسه النائب نصار القيسي طعن بالنتيجة، مذكراً بالنظام الداخلي للمجلس الذي يشير إلى ضرورة حصول الرئيس كي يعد فائزاً على الأغلبية النسبية أي 66 صوتاً (نصف أصوات النواب زائد واحد)، ثم إذا به فجأة يبارك للدغمي، ويشكر من انتخبه ومن لم ينتخبه، دون أن يحصل مشاهدو جلسة انتخاب الرئيس على جواب قانوني حول ما طرحه القيسي في إطار طعنه بفوز منافسه، علماً أن الرجل تحدث في إطار قانوني واستشهد بقانون مجلس النواب ونظامه الداخلي!
يزيد عدد اللاجئين السوريين في الأردن عن مليون و400 ألف لاجئ، 90% منهم يعيشون خارج مخيمات اللجوء الخمسة (ثلاثة منها رسمية واثنان مؤقتان)، ويتوزعون على مختلف المحافظات الأردنية، مع إقامة أوسع في محافظات الشمال: في إربد وفي الرمثا اللواء الأكبر تابعية إلى إربد، وفي عجلون وجرش، مع عدد كبير منهم يقيم في العاصمة عمّان، وهؤلاء بمعظمهم، إن لم يكونوا جميعهم، ضد النظام السوري، فلمصلحة مَن، إذاً، يواصل النظام الأردني التقارب مع النظام السوري؟
هذا سؤال يجري على ألسنة عدد كبير من الناس في الأردن.
Author
-
روائي وإعلامي فلسطيني/أردني..مُعِدّ ومنتج تلفزيوني.. صدر له ثلاث روايات وأربع مجموعات قصصية