نشر مركز "جسور" للدراسات، اليوم الخيمس، دراسة مشتركة مع منصة "إنفورماجين" لتحليل و عرض البيانات، كشف خلالها عدد القواعد العسكرية الأجنبية على الأراضي السورية، ومواقع انتشارها.
وبحسب الدراسة، فإن القوات الأجنبية والتي تشمل إيران وروسيا وتركيا والتحالف الدولي ضد تنظيم "داعش" بقيادة الولايات المتحدة، أقامت 514 قاعدة ونقطة عسكرية في سوريا، منذ نيسان/ أبريل 2013، وحتى منتصف عام 2021.
ويعكس هذا الرقم الذي يعتبر هو الأول من نوعه في تاريخ سوريا الحديث، حجم التأثير الخارجي في الملف السوري، على حساب التأثير الداخلي للفاعلين المحليين جميعاً.
وقسمت الدراسة الوجود الأجنبي في سوريا إلى 6 تصنيفات، هي قواعد عمليات، وقواعد عسكرية، وقواعد أمنية، ونقاط عسكرية، ونقاط لوجستية، ونقاط مراقبة.
ويبلغ عدد القواعد العسكرية 108، وقواعد البيانات 25، والقواعد الأمنية 2، والنقاط العسكرية 313، والنقاط اللوجستية 22، ونقاط المراقبة 18.
وتضم محافظة حلب شمالي البلاد، أكبر انتشار عسكري أجنبي، حيث تنتشر فيها 121 قاعدة ونقطة، تليها إدلب بـ71 موقعاً، ودرعا بـ57 موقعاً، وريف دمشق بـ50 موقعاً، ودير الزور بـ39 موقعاً، وحمص بـ38 موقعاً، وحماة بـ34 موقعاً، واللاذقية بـ12 موقعاً، ودمشق بـ4 مواقع، وأخيراً طرطوس بموقع واحد.
ويمتلك التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة 28 موقعاً ضمن 3 محافظات، هي الحسكة (17 موقعاً) ودير الزور (9 مواقع) وحمص (موقعين).
وبحسب الدراسة فإن وجود قوات التحالف شمال شرقي سوريا يشكل عائقاً أمام انتشار روسيا وإيران، مشيرة إلى أن انسحاب الولايات المتحدة من محافظة حلب عام 2019 ساهم في وصول روسيا إلى المنطقة وإنشاء قواعد فيها بالتفاهم مع "قسد".
وأما روسيا، فلديها 90 موقعاً ضمن 13 محافظة، هي إدلب (6 مواقع) وحلب (10 مواقع) وحماة (23 موقعاً) واللاذقية (3 مواقع) وطرطوس (موقع واحد) وحمص (7 مواقع) ودمشق (4 مواقع) وريف دمشق (4 مواقع) ودير الزور (8 مواقع) والحسكة (10 مواقع) والرقة (7 مواقع) والسويداء (5 مواقع) والقنيطرة (موقعين).
واعتبرت الدراسة أن وجود روسيا عسكرياً في سوريا يضمن لها تحقيق أهدافها الاستراتيجية في ظل التنافس المحتدم مع إيران وتركيا والولايات المتحدة، موضحة أن الانتشار العسكري هذا لا يبدو كافياً لتأمين مصالح موسكو ما لم يتم تحويله إلى مكاسب سياسية.
ولدى تركيا 119 موقعاً في 6 محافظات، هي إدلب (45 موقعاً) وحلب (57 موقعاً) وحماة (موقع واحد) واللاذقية (موقعين) والرقة (10 مواقع) والحسكة (4 مواقع).
ويشكل الانتشار التركي هذا عائقاً رئيسياً أمام أي محاولة من قبل روسيا وإيران للانتشار في مناطق سيطرة المعارضة، كونه يجعل من الصعب على قوات النظام السوري التقدم إلى هذه المناطق دون الاشتباك المباشر مع القوات التركية.
وتعتبر إيران أكثر الدول الأجنبية امتلاكاً للقواعد العسكرية في سوريا بـ277 موقعاً موزعة على 12 محافظة، هي درعا (57 موقعاً) ودمشق وريفها (46 موقعاً) وحلب (54 موقعاً) ودير الزور (22 موقعاً) وحمص (29 موقعاً) وحماة (10 مواقع) واللاذقية (7 مواقع) والسويداء (8 مواقع) والقنيطرة (18 موقعاً) وإدلب (20 موقعاً).
وتتوزع القواعد الإيرانية في سوريا بين 171 تابعة لـ"الحرس الثوري"، و79 لـ"حزب الله" اللبناني، و71 مشتركة بين "الحزب" و"الحرس الثوري".
وأشارت الدراسة إلى أن إيران تأمل في أن يساهم انتشارها العسكري هذا بضمان خطوط الإمداد العسكري واللوجستي لـ"حزب الله"، وخفض التكاليف المترتبة على نقل التكنولوجيا العسكرية إلى حلفائها، وضمان حماية مصالحها في المؤسسات العسكرية والسياسية في سوريا.
ويوفر انتشار "حزب الله" على الأراضي السورية الحماية لطرق الإمداد البرية التي تصل بين إيران ولبنان، وتشكيل حزام أمني على طول الشريط الحدودي مع سوريا، يكون كممر إمداد بديل عن مناطق "البقاع" و"جبل لبنان"، إضافة إلى دعم سياسات إيران والنظام السوري.
جدير بالذكر أن أول تدخل عسكري أجنبي في سوريا كان في عام 2013 حين استدعى النظام السوري "حزب الله" للمشاركة في العمليات العسكرية إلى جانب قواته، وتعتبر معركة السيطرة على مدينة "القصير" في ريف حمص الجنوبي في حزيران/ يونيو 2013، أول إعلان رسمي عن ذلك التدخل.