نداء بوست- سليمان سباعي- حمص
تستمر معاناة الأهالي في قرى وبلدات ريف حمص الشمالي مع توقُّف عملية ضخّ مياه الشرب منذ ما يقارب عشرين يوماً على التوالي، وسط تملُّص القائمين على عمل مضخات المياه من المسؤولية المترتبة عليهم وسط مطالبة الأهالي بإيجاد حل سريع يُنهي معاناتهم.
مراسل "نداء بوست" في حمص قال: إن المدير التنفيذي لمضخّة مياه "ساريكو" المهندس محمد عمران عزا سبب توقُّف عملية الضخ للعطل الفني ضِمن المولدات المُشغلة للمضخة، بالإضافة لاهتراء جزء "ميكانيكي" من المضخّة ذاتها، وغير موجود ضِمن مستودعات الصيانة في مديرية مياه الشرب في حمص.
ولفت "عمران" خلال ردّه على تساؤلات الأهالي بأنه تم تقديم عدّة طلبات إصلاح لمديرية مياه الشرب، إلا أن الرد كان يأتي بعدم الموافقة، نظراً لعدم وجود قطع الصيانة في مستودعاتها، نظراً لقدم نوعها.
وأضاف مدير مضخة مياه "ساريكو" بأن الحل الوحيد يتمثل بتشكيل لجنة "شعبية" من كل قرية للعمل على جمع التبرعات لشراء المازوت لتشغيل المضخات الفرعية، وبالتالي يتم تخصيص يوم محدد لكل قرية لتزويدها بالمياه الصالحة للشرب بناءً على المازوت الذي يتم تزويد المضخة به. وأشار مُراسلنا إلى أن عملية توقُّف ضخّ المياه من المحطة الرئيسية فتح الباب على مصراعيه أمام أصحاب الصهاريج المخصصة لنقل المياه، حيث تم استغلال حاجة الأهالي، وبدؤوا ببيع البرميل الواحد بمبلغ 1500 ليرة سورية.
غالب العبدلله أحد سكان قرية "الفرحانية" شمال حمص قال: إن متوسط استهلاك العائلة في اليوم الواحد هو خزان مياه سعة خمسة براميل، ما يعني دفع نحو 200 ألف ليرة بشكل شهري لكل أسرة، الأمر الذي لا يطيقه الكثير من أبناء المنطقة، وعلى الرغم من وجود بعض آبار المياه التي عملت على إنشائها المنظمات الإغاثية "سابقاً" إلا أن المفارز الأمنية قامت بسرقة المولدات المخصصة لها، والغاطسات منذ دخولها للمنطقة، ومنعت الأهالي من استخدامها بحجة عدم وجود رخصة رسمية من قِبل مؤسسات الدولة بحفرها.
وتجدر الإشارة إلى أن المفارز الأمنية وبتوجيه من مُديرية مياه الشرب في حمص بدأت بملاحقة أصحاب الحفارات "الارتوازية" التي نشط عملها في الآونة الأخيرة بالمنطقة مع توقُّف عمل مضخات المياه، وهددت باعتقال أصحاب المنازل في حال شروعهم بحفر الآبار دون الحصول على إذن مُسبق.