"نداء بوست"- خاص- بيروت
مع بلوغ الإجراءات والتحقيقات القضائية في قضية انفجار مرفأ بيروت مرحلة دقيقة، ومع اشتداد الصراع القانوني والسياسي والشعبي بالملف، عاد منطق التهديد والوعيد من جديد ليسيطر على الملف بهدف دفع المحقق العدلي القاضي طارق البيطار لكبح جماح تحقيقاته أو التنحي عن القضية.
شاعت معلومات في الأوساط اللبنانية عن رسالة «تهديد» تلقاها القاضي بيطار من مسؤول الأمن والارتباط في حزب الله وفيق صفا.
وفي التفاصيل، طلب صفا من شخص ثالث أثناء وجوده في قصر العدل في بيروت وبعد اجتماعه مع قضاة في العدلية بينهم المدعي العامّ التمييزي القاضي غسان عويدات ومفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي فادي عقيقي، كما التقى رئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي سهيل عبود- طلب من هذا الشخص إخبار البيطار ما مفاده: «واصلة معنا منك للمنخار، رح نمشي معك للآخر بالمسار القانوني وإذا ما مشي الحال رح نقبعك».
المعلومات عن هذا التهديد أثارت تفاعلاً كبيراً ودفعت المدعي العامّ التمييزي القاضي غسان عويدات إلى الطلب من المحقق العدلي طارق بيطار إعداد تقرير حول ما يتم تداوله من رسالة شفهية وصلته بالواسطة من السيد وفيق صفا.
وأفادت مصادر قضائية أن البيطار أجاب خطّياً على طلب القاضي عويدات حول ما تم تداوُله عن التهديد، وقالت المصادر: إن البيطار أكد ما تم تداوُله في الإعلام عن رسالة تهديدية غير مباشرة.
كما التقى القاضي البيطار وزير العدل القاضي هنري الخوري، في مكتبه في الوزارة، واستوضح الوزير من البيطار حصراً عمّا تداولته وسائل الإعلام، من رسالة تهديدية متعلّقة بأمنه الشخصي، وبحسب بيان صادر عن وزارة العدل سيتابع الخوري هذا الأمر مع المراجع القضائية المختصة كي يُبنى على الشيء مقتضاه.
وفي أب/ أغسطس الماضي، انتقد الأمين العامّ لحزب الله اللبناني حسن نصر الله أداء القاضي بيطار، وقال: إن "التحقيق القضائي في قضية انفجار المرفأ مسيّس ويخضع للاستنسابية".
مصدر قانوني (فضّل عدم ذكر اسمه) قال لـ"نداء بوست": إن "القاضي بيطار يصر على إحضار دياب والاستماع إلى شهادته لأنه يعتبره الحلقة الأضعف بين المتورطين بالانفجار".
وبالتالي فإن القاضي بيطار (وَفْق المصدر) يعتبر أن مثول دياب أمام القضاء والاستماع إلى إفادته بالملف سيجر معه العديد من الأسماء المتورطة بالملف واستكمال التحقيق على نحو سليم، مضيفاً: "أن بيطار يعوّل على اعتراف دياب عن الشخصية الأمنية التي طلبت منه عدم الحضور إلى المرفأ والاطلاع على المواد الموجودة آنذاك، وبالتالي إحضار هذه الشخصية إلى التحقيق"، وأكد المصدر عدم وجود أي خلاف شخصي بين القاضي بيطار والرئيس دياب.
وقال المصدر: "إن الضغوط السياسية، في ملف التحقيقات قائمة، وستستمرّ وتتصاعد، ولن تتوقف على قاضٍ أو آخر".
يُشار إلى أن المحقق العدلي في انفجار مرفأ بيروت القاضي طارق بيطار حدّد يوم 4 تشرين الأول/ أكتوبر المقبل موعداً جديداً لاستجواب رئيس الحكومة السابق حسان دياب الموجود حالياً في الولايات المتحدة.