نداء بوست – أخبار سورية – إسطنبول
سلط "مركز جسور للدراسات" الضوء على التفجيرات التي شهدتها مدن ريف حلب الشمالي والشرقي يوم الخميس الماضي، والتي وقعت بشكل متزامن وجاءت بعد أشهر من غياب هذه الحوادث.
ووقع الانفجار الأول في مدينة "أعزاز" عَبْر عبوة ناسفة مزروعة في سيارة مدنية في الحي الشمالي على مقربة من مبنى "المواصلات"، بالتزامن مع تفكيك عبوة ناسفة أخرى قبل انفجارها بالقرب من جامع "الجندي" وسط المدينة.
بينما وقع الانفجار الثاني الذي نفذه انتحاري في الكراج الرئيسي وسط مدينة "الباب"، والانفجار الثالث نفذه انتحاري أيضاً عند دوار "كاوا" وسط مدينة "عفرين" بالقرب من مقر لـ"جيش الإسلام".
وجاءت هذه التفجيرات بعد انقطاع نسبي لفترة استمرّت 6 أشهر تقريباً؛ حيث لم تشهد مناطق انتشار الجيش الوطني السوري بريف حلب حوادث مماثلة، وهي التي تتعرّض بين فترة وأخرى للاستهداف الأمني من قِبل "قسد" وتنظيم "داعش" والنظام السوري على حدّ سواء، وفقاً للمركز.
وأرجع المركز أسباب هذا الانقطاع إلى النجاح النسبي الذي حقّقته غرفة القيادة الموحَّدة منذ تشكيلها في تموز/ يوليو 2021، في تقليص حجم الفوضى الأمنية نوعاً ما ضِمن مناطق عملياتها، لا سيما أنّ "عزم" تأسّست بناءً على توحيد عمل المكاتب الأمنية بين الفصائل، التي جعلت من قضايا الاختراق الأمني في مقدّمة أولوياتها.
وأضاف: "يُمكن الْتِماس ذلك من خلال الحملات التي قام بها الجهاز الأمني التابع لها في قطاعات "الباب" و"أعزاز" بين تموز/ يوليو، وتشرين الأوّل/ أكتوبر من العام الماضي".
كما أشار إلى أن تنظيم "داعش" يلجأ عادة إلى تخفيض حجم أنشطته الأمنية في المناطق التي تشهد حملات مكثّفة، مثلما فعل في شرق الفرات عام 2021، فإنّ ذلك سيكون أكثر ضرورة في مناطق المعارضة السورية التي يعاني فيها أصلاً من انقطاع خطوط الإمداد والاتصال.
ويرى المركز أنه لا يُمكن القول إنّ المشهد الأمني في مناطق المعارضة السورية شمال حلب بات أكثر انضباطاً عمّا كان عليه مسبقاً؛ وذلك لعدم اكتمال مشروع دَمْج المكاتب الأمنية ولانسحاب بعض الفصائل من مشروع القيادة الموحَّدة، إضافةً لاكتفاء بعضها الآخر بآليات التنسيق دون الدمج الكامل، هذا عدا وجود ثغرات مستمرّة تحتاج معالجتها إلى تكاليف كبيرة مالياً ولوجستياً.
وفي ذات الوقت، أكد المركز أن عودة التفجيرات لا تدلّ بالضرورة على تراجُع أداء الإدارة الجديدة للملف الأمني في مناطق سيطرة المعارضة شمال حلب، لكنّها تعني أيضاً وجود قدرة على تحيُّن الفرصة والظروف لاستمرار تنفيذ الهجمات بصرف النظر عن الطرف الذي يقف خلف التنفيذ. وبالتالي، إظهار الرغبة في إضعاف الثقة بإمكانية ضبط المشهد الأمني في المنطقة.
وتابع: "لذلك، ستكون قدرة المعارضة على مُواجَهة التحدِّيَات الأمنية أكثرَ صعوبةً، لا سيما أنّ تنظيم "داعش" قد يمتلك فرصة جديدة لتعزيز وصوله لمناطق سيطرتها شمال حلب، بعد تزايُد أعداد العناصر الذين أطلقت "قسد" سراحهم منذ كانون الأوّل/ ديسمبر 2021، مقابل تقليص حجم العمليات ضِمن مناطقها وتأمين طريق لهم خارجها".