نداء بوست – أخبار سورية – إسطنبول
تحدث "مركز جسور للدراسات" عن دلالات عدم عرقلة روسيا لتمديد آلية إدخال المساعدات الإنسانية إلى سورية عَبْر الحدود.
وأعلن مجلس الأمن الدولي يوم الإثنين الماضي، تمديد القرار 2585 تلقائياً لمدّة 6 أشهر دون تصويت، ما يعني استمرار تدفُّق المساعدات الإنسانية عَبْر الحدود إلى سورية من "باب الهوى" حتى 10 تموز/ يوليو القادم.
ورأى المركز أنه بالرغم من أن القرار كان يشترط التمديد التلقائي 6 أشهر بناءً على تقرير الأمين العامّ، إلّا أنّ ذلك لا يعني عدم وجود تفاهُم بين الولايات المتحدة وروسيا؛ لا سيما أنّ موسكو سبق أن اشترطت في 27 كانون الأوّل/ ديسمبر 2021، تمديد آلية إدخال المساعدات الإنسانية عَبْر الحدود بإحراز تقدُّم في حل المشاكل الإنسانية ضِمن مناطق النظام السوري.
ومن وجهة نظر المركز أنه من غير الضروري أن يكون التفاهُم الجديد قد تطرّق إلى توسيع الاستثناء الممنوح لمشاريع التعافي المبكر، أي أنّه لم يشمل البِنْية التحتية، وما زال يقتصر على العمليات الإنسانية، ولم يتضمن أيضاً تغيُّراً كبيراً في حجم تدفُّق المساعدات عَبْر خطوط التماسّ التي لم تتجاوز 100 شاحنة خلال النصف الثاني من عام 2021.
ورجَّح المركز حصول روسيا على مكاسب لضمان عدم الاعتراض على تمديد القرار، من قَبِيل تخفيف الولايات المتحدة لمزيد من القيود الاقتصادية على النظام السوري، أو على أقل تقدير تفعيل قائمة الاستثناءات من عقوبات قانون "قيصر"، لا سيما تلك التي تتعلّق بضخّ الغاز العربي وإيصال الكهرباء إلى لبنان عَبْر سورية، فالإدارة الأمريكية أبدت مرونة مع المُقترَح، لكنّها لم توافق بشكل نهائي ورسمي عليه.
وتابع: "في الواقع، لا يُمكن إغفال تزامُن تمديد آلية المساعدات الإنسانية عَبْر الحدود مع انعقاد الجلسة الثالثة والاستثنائية من حوار الاستقرار الإستراتيجي بين الولايات المتحدة وروسيا مطلع كانون الثاني/ يناير، بمعنى أنّ موسكو حرصت على عدم التصعيد مع واشنطن؛ على اعتبار أنّ القرار 2585 كان مدخلاً لاختبار إمكانية التعاون بين الطرفين بعد القمة الثنائية بين زعيمَي البلدين في منتصف حزيران/ يونيو 2021".
كما أنه أشار إلى أن روسيا لا تألُو جهداً في توسيع الاعتماد على تدفُّق المساعدات الإنسانية عَبْر خطوط التماسّ، من ناحية تعزيز عمل مكتب الأمم المتحدة في دمشق على حساب مكتبها في تركيا، واستمالة المزيد من المنظمات الدولية للعمل في مناطق النظام السوري.