نداء بوست- عبدالله العمري- الحسكة
انتشر في مدينة "رأس العين" شمال الحسكة في الآونة الأخيرة الكثير من الأمراض والأوبئة نتيجة تردِّي الأوضاع المعيشية للأهالي وغياب الخدمات وقلة الدعم المقدَّم للجهات الصحية العاملة في المدينة.
وقال مراسل "نداء بوست" في الحسكة: إن المدينة أصبحت تعيش كارثة حقيقية بسبب الانتشار الكبير لعدد من الأمراض، فمن "اللشمانيا" أو "حبة السنة" كما تُسمى والتي شوَّهت وجوه الأطفال وكبار السن في المدينة إلى التهاب الكبد الوبائي ومرض "كورونا" العالمي.
وأخيراً ظهر مرض جدري الماء أو كما يُسمى عند الأهالي (بالخروين)، وهو مرض جلدي مُعْدٍ يصيب الأطفال يظهر بشكل موسمي في كل فترة من هذا العام.
وبحسب الأستاذ راكان جلود مدير الصحة في مدينة "رأس العين" فقد انتشر في مدينة "رأس العين" وريفها عدد من الإصابات وبلغ عددها 200 حالة معظمهم من الأطفال الذين يُعَدّون الأكثر عرضة للإصابة من الكبار.
وأضاف قائلاً بأنه مرض فيروسي جلدي سريع العدوى ينتقل عن طريق الاستنشاق والملامسة والاختلاط واستخدام أدوات مشتركة بين الأطفال، وأن مدة حضانة الفيروس داخل جسم الطفل من 10 إلى 21 يوماً ثم يخرج طفح جلدي على شكل حبوب في آخر يومين أو ثلاثة أيام والتي تسبب تهييجاً للبشرة وحكة مزعجة لدى الأطفال.
كما أكد أن المرض لا يُعَدّ خطيراً بالنسبة للأطفال الذين يتمتعون بصحة جيدة وبنية سليمة لكنه مضرّ بالنسبة للأطفال الذين يعانون من أمراض مزمنة كالسكري وغيره.
حيث إن أجسامهم غير قادرة على تحمل أعراض المرض كما أنه يضر بالأطفال الرضع والنساء الحوامل بشكل كبير.
وأضاف أيضاً بأن علاجه يكون بأخذ خافض للحرارة ومضادات تحسُّس وأن علاجه الأساسي يكون بشكل لقاح وقائي مثل لقاح الحصبة يُعطى للأطفال في سن مبكر ولكنه غير متوفر حالياً في معظم المناطق المحررة في سورية وحتى مناطق سيطرة النظام.
كما دعا الجلود -وعَبْر "نداء بوست"- الأهالي إلى ضرورة إعطاء أبنائهم اللقاحات اللازمة التي تتوفر في المنطقة والتي تقوم مديرية الصحة وفريق لقاح سورية بتقديمها كل فترة".
مشيراً إلى أنها لقاحات آمنة وضرورية من أجل الأطفال تجنُّباً لحدوث أي حالات وفاة نتيجة الأمراض التي تصيب الأطفال كما حدث في بعض المناطق في عفرين والباب.
يُشار إلى أن مدينة "رأس العين" تشهد منذ فترة انتشاراً واسعاً لعدد من الأمراض الجلدية وبالأخص مرض "اللشمانيا" الذي شوَّه عدداً كبيراً من أهالي المنطقة نتيجة إصابات في الوجه واليدين.
وذلك على الرغم من الجهود التي تبذلها مديرية الصحة التابعة للمجلس المحلي والتي ظهرت بافتتاح عدد كبير من النقاط الطبية لعلاج المرض ولكنها لا تزال غير كافية بسبب الانتشار الكبير للمرض وقلة الدعم المقدَّم من قِبل الجهات المعنية.