أعلنت شُعبة المخابرات العامة في دِمشقَ استعدادها لتَسوية أوضاعِ نَحوِ مِئةٍ وخَمسينَ شَخصاً من أبناءِ ريفِ حِمص الشمالي، والذينَ رُفِضت تسوياتهم التي قاموا بإجرائها أولَ مرةٍ في شهر أيار/ مايو من عام 2018 الماضي بضمانةٍ روسية.
وأوعزت مُديريةُ شُعْبةِ المُخابرات لأهالي ريف حمص الشمالي عَبْر رئيس بلديةِ مدينةِ تلبيسة "أحمد رحال أبو رامي" المُقَربِ منَ السُلطة الأمنية بضرورة تسجيل أسماءِ أبنائهم ضِمن لوائح سيتمّ إرسالها لاحقاً لدراستها أمنياً للمرة الأخيرة قبل أن يتم منحهم "كف بحث" مصدَّقًا أصولاً من فرع الأمن الوطني في دمشق.
ونقل مراسل "نداء بوست" عن مصْدرٍ أمني رفض الكَشْفَ عن اسمه أن ’’مُقترح التسوية‘‘ لأهالي الريف حَمَلَ مَعهُ تَهديداً مُبطناً، حيثُ تمّ الحديثُ عن ضرورة قيامِ الأهالي بتسليم 150 بندقيةً حربية "كلاشنكوف" كبادِرةِ حُسن نية من قبلِ الأشخاص الذين رُفِضَت تسوياتهم لأجهزة الأمن".
كما أكد المصدر أن "شعبة المخابرات" اشترطت ضَرورة السماحِ لمفارزِ الأمنِ المتواجِدة في المِنطقة بِدخولِ المَنازِلِ التي يُشتبه بوجودِ أسلحةٍ بداخلها للعمل على تفتيشها، وكذلك البحث والتقصي ضِمن الأراضي الزراعية للكشف عن وجود مستودعات للأسلحة.
كذلك أشار مراسلنا إلى أن اتخاذَ هذه الخُطوة من قِبل شُعبة المخابرات تجاه أهالي ريفِ حمص الشمالي تأتي بعد سلسلة من العمليات "الأمنية" التي طالت عناصر، وصفّ ضباط من مفرزة الأمن العسكري في مدينة الرستن، واستهداف عناصر داخل مدينة الحولة من مرتبات مفرزة أمن الدولة، وآخرها اغتيال رئيس مفرزة الأمن السياسي في مدينة تلبيسة.
وتجدر الإشارة إلى أن مكتب الأمن الوطني في العاصمة السورية دمشق قام بتوزيع "كف بحث" لعموم أبناء ريف حمص الشمالي خلال شهر نيسان/ إبريل الماضي، استُثني من خلاله نحو 400 اسم بحجّة ضرورة استكمال بعض المعلومات الشخصية عنهم قبل أن يُمنحوا كفّ البحث النهائي.