المصدر: تايمز أوف إسرائيل
بقلم: جوزيف فيدرمان (مدير الأخبار في وكالة أسوشييتد برس في إسرائيل-الأراضي الفلسطينية والأردن)
ترجمة: عبد الحميد فحام
إن مقتل النائب الدرزي السوري السابق، بنيران قنّاص إسرائيلي (مزعوم)، يمكن أن يُمثّل مرحلة جديدة في حرب إسرائيل ضد التمركز الإيراني في سورية المجاورة.
فقد أوردت وكالة الأنباء السورية الرسمية إن مدحت الصالح قُتِلَ رمياً بالرصاص يوم السبت في عين التينة، وهي قرية على طول الحدود الإسرائيلية في هضبة الجولان حيث كان يدير مكتباً للحكومة السورية. وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن صالح كان يساعد الجيش الإيراني ضد إسرائيل. ولقد رفض الجيش الإسرائيلي التعليق، ولكن إذا كان الإدّعاء السوري صحيحاً، فستكون هذه هي المرة الأولى التي يُعرف فيها أن القناصة الإسرائيليين قتلوا هدفاً مُرتبطاً بإيران عبر الحدود، فقد قالت إسرائيل إنها لن تتسامح مع وجود عسكري إيراني دائم في سورية واعترفت بتنفيذ عشرات الغارات الجوية على شحنات أسلحة إيرانية وأهداف عسكرية في سورية في السنوات الأخيرة.
وقد استولت إسرائيل على مرتفعات الجولان من سورية في حرب الأيام الستة عام 1967 ثم ضمّت المنطقة الاستراتيجية فيما بعد. ولا يعترف جزء كبير من العالم بالضم، على الرغم من أن الإدارة الأمريكية السابقة لدونالد ترامب أعلنت أن المنطقة جزء من إسرائيل. وُلد صالح في مجدل شمس، على الجانب الإسرائيلي من الجولان، وسجنته إسرائيل عدة مرّات، آخرها لمدة 12 عامًا حتى عام 1997. ثم انتقل بعد ذلك إلى سورية وتم انتخابه نائباً في عام 1998 وعمل مستشاراً للحكومة في قضية الجولان. إن الطائفة الدرزية الصغيرة التي تعيش في الجانب الخاضع للسيطرة الإسرائيلية من الجولان تتمتع بعلاقات جيدة بشكل عام مع إسرائيل. لكن لا يزال العديد من الأعضاء يصرّحون بالولاء لسورية، ويرجع ذلك جزئياً إلى أن لديهم أقارب على الجانب الآخر من الحدود. سميح أيوب، من سكان الجانب الإسرائيلي من الجولان، قال إن صالح "لا علاقة له" بإيران أو بأي ميليشيا. وأضاف: "إنه مجرّد رجل هادئ يعمل في مكتب. قتلوه بالقرب من منزله." بينما لم يكن هناك تعليق رسمي، قال المُعلّقون العسكريون الإسرائيليون -الذين تلقّوا إحاطات رفيعة المستوى مجهولة المصدر مع كبار ضباط الجيش -إن صالح كان مشاركاً بشكل وثيق في مساعدة الإيرانيين على بناء قدراتهم على طول الجبهة الإسرائيلية.
وقد أرسلت إيران الآلاف من القوّات إلى سورية لدعم جيش الرئيس بشار الأسد خلال الحرب الدائرة هناك والتي بدأت منذ عشر سنوات في البلاد. قال يوسي يهوشوا، المراسل العسكري لصحيفة يديعوت أحرونوت اليومية الإسرائيلية: "إن هذا رد مباشر على الإيرانيين". وقال جيورا إيلاند، مُستشار الأمن القومي الإسرائيلي السابق، لراديو الجيش أنه "إذا ما كانت إسرائيل هي من قتلت صالح، فإن ذلك بمثابة إرسال رسالة إلى الإيرانيين." وأضاف: "أفترض أن هذا لم يكن عملاً انتقاميًا". "فنحن لا نتحدث عن قاتل كبير". وقال يوئيل جوزانسكي، الزميل البارز والخبير في شؤون إيران في معهد دراسات الأمن القومي، وهو مركز أبحاث في تل أبيب، إنه ليس من المؤكد أن إسرائيل كانت متورّطة.
وأكّد أن صالح لم يكن هدفاً قيّماً بشكل خاص ولديه علاقات متوتّرة مع وكيل إيران حزب الله واعترض على أنشطة الجماعة في الجولان. لكنه قال إنه إذا قتلت إسرائيل بالفعل صالح من خلال نيران قناصة وهو أمر غير مسبوق، فقد بعثت برسالة قوية إلى إيران وسورية حول أنشطتهما بالقرب من الحدود الإسرائيلية. و أضاف "أن فحوى الرسالة يقول أن لدينا طرقاً عديدة وتقنيات عديدة ونحن نراقبكم."