نداء بوست – أخبار سورية – بيروت
يمر لبنان بأسوأ أزمة في تاريخه، وهي تطال مختلف القطاعات الاجتماعية والاقتصادية والصحية، ولا شك أنها تؤثر على كل المقيمين في هذا البلد وبشكل خاصّ على العائلات اللبنانية واللاجئة الأكثر فقراً.
ويواصل غالبية اللاجئين الاعتماد على إستراتيجيات مواجهة وطرق متعددة للبقاء على قيد الحياة، حيث تقول الإحصائيات: إن تسعة من أصل كل 10 لاجئين سوريين لا يزالون يعيشون اليوم في فقر مدقع".
ومن أبرز المشاكل التي يعاني منها اللاجئون في لبنان ما يتعلق بالموضوع الصحي لناحية الطبابة والاستشفاء، ولعل أبرز هذه التحديات عدم حيازة العديد منهم على وثائق ثبوتية وأوراق رسمية، وهو ما يعرقل سَيْر عملية الاستشفاء، بحيث يُمنع اللاجئ من الدخول إلى المستشفى، مما يعرّض حياته للخطر خاصة في الحالات المرضية المستعصية، وغالباً ما يُضطر إلى الذهاب إلى المستوصفات الصغيرة.
كما يعاني اللاجئون في لبنان من التحيز والتمييز بينهم وبين المواطنين اللبنانيين من قِبل مقدِّمي الرعاية الصحية، حيث باتت المساعدات الصحية تُقدَّم للبنانيين وتُحجَب عن اللاجئين السوريين الذين يعانون أوضاعاً صعبةً جداً من الناحية المادية.
ومن التحدِّيَات التي يُواجهها اللاجئون على هذا الصعيد غلاء الأدوية والتسعيرات العشوائية للخدمات الطبية واحتسابها على سعر الدولار في السوق السوداء الذي بات يتراوح بين 17 ألف ليرة والعشرين ألفاً، إضافة إلى زيادة الأسعار على اللاجئين وطلب مبالغ إضافية منهم وابتزازهم من أجل الحصول على الدواء أو الخدمات الطبية.
الناشط السوري (خ. س) تحدَّث لـ"نداء بوست" عن معاناة اللاجئين في الحصول على الخدمات الطبية والاستشفائية في ظل الغلاء الفاحش، وارتفاع الأسعار في الصيدليات والعيادات الطبية، في وقتٍ فقَدَ فيه معظم اللاجئين أعمالهم، وتوقفت معظم المساعدات التي كانت تُقدَّم لهم، وقال: "سيموت اللاجئ على باب المستشفى ولا حياةَ لمن تنادي".
وطالب الناشط السلطات اللبنانية بتأمين خدمات الرعاية الصحية للاجئين السوريين قدر الإمكان، ودعا الدولة اللبنانية إلى تسهيل عمل المنظمات الدولية والجهات التي تحاول تقديم المساعدة لهؤلاء اللاجئين، وأشار إلى وجود عدد كبير من اللاجئين لا يستطيع تأمين الأدوية والحليب لأطفاله في ظلّ الغلاء الفاحش.
كما تحدَّث الناشط لموقعنا عن العراقيل التي تتعرض لها النساء السوريات أثناء الولادة، والمبالغ الكبيرة التي تطلب منهن، وصعوبة تسجيل الأطفال والحصول على أوراق ثبوتية في ظل التشديد من قِبل الأمن العامّ اللبناني وَفْق قوله.
ويعيش في لبنان نحو 1.5 مليون لاجئ سوري غادروا بلادهم هرباً من بطش النظام، منهم حوالَيْ 855 ألفاً مسجلين رسمياً لدى مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.