حمص- نداء بوست- سليمان سباعي
في حادثة هي الأولى من نوعها منذ الإعلان عن دخول قوات النظام إلى ريف حمص الشمالي بموجب اتفاق تسوية سياسية بين المعارضة المسلحة، وقوات الأسد بموجب ضمانة روسية منتصف العام 2018 أقْدَمَ مجموعة من الشبان على اختطاف ضابط برتبة ملازم، واثنين آخريْنِ من القرى العلوية في ريف حمص الغربي مقابل الفدية أول أمس السبت.
وقال مراسل "نداء بوست" في حمص: إن مدينة "تلبيسة" شهدت توتراً أمنياً من قِبل عناصر مفارز المخابرات الموجودة بها بعد تلقيها بلاغاً رسمياً من قِبل أهالي المخطوفين يؤكّدون أن أبناءهم تعرضوا للخطف على يد مجموعة من الأشخاص من أبناء المدينة، ولن يتمّ إطلاق سراحهم إلا في حال تمّ دفع مبلغ 15 مليون ليرة سورية.
وعلمت "نداء بوست" من مصادر خاصة أن المختطفين ينحدرون من "قرية الناعم" الواقعة بريف حمص الغربي، وهم من تجار المخدرات، والحشيش، حيث جرت صفقة بينهم وبين الخاطفين في وقت سابق انتهت بحصول خلاف مادي قبل أن يتم استدراجهم لمدينة "تلبيسة" واختطافهم.
وأكدت المصادر التي فضّلت عدم الكشف عن اسمها -لضرورات أمنية- أن الخاطفين تواصلوا مع ذوي المختطَفين وطلبوا تسديد مبلغ 15 مليون ليرة سورية كان أبناؤهم قد تسلَّموها منهم كدفعة أولية "عربون" لنقل شحنة من المخدرات لبيعها في ريف حمص الشمالي، إلا أن أهالي المختطَفين أنكروا التهمة، وقالوا عند مجيئهم إلى مدينة تلبيسة بأن الخطف هو بقصد طلب الفدية ليس إلا.
من جهتهم هدّد رؤساء الأفرع الأمنية عَبْر مفارزهم الموجودة في مدينة "تلبيسة" بحملة تصعيد على أبناء المنطقة في حال عدم تسليم المختطَفين، الأمر الذي دفع بوُجهاء وأعيان المدينة للعمل على تحرير المختطفين، وتسليمهم إلى مفرزة الأمن العسكري بحضور رئيس قسم التحقيق في "الفرع 261" الرائد أيهم المحمد.
مصدر مطّلع أكّد بدوره لمراسل "نداء بوست" بأن عملية تسليم المختطفين تمّت بعد قيام أهلهم بإحضار كميات من الحبوب المخدرة، والحشيش إلى المدينة ليتم تسليمها للخاطفين عن طريق الوُجهاء بعيداً عن أعين المفارز الأمنية والقائمين عليها، وذلك بعد أن أقرّوا بعملية الاحتيال التي قام بها أبناؤهم.
وتجدر الإشارة إلى أن محافظة حمص شهدت خلال أعوام الثورة التي عاشتها المدينة على مدى سبعة أعوام الكثير من حالات الخطف بين الطوائف الدينية من كِلا الجانبين، وكانت إما بقصد طلب الفدية، أو من أجل المفاوضة على إخراج معتقلين من سجون النظام.