بعد شهر على تعهّد إسماعيل خان بالصمود في وجه طالبان ومقاتلتها، داعيا السكان للالتحاق بالمعركة. وسقطت "هرات"، كما أنّ زعيمها سلّم نفسه للمتمردين.
وبسط إسماعيل خان، أحد أبرز أمراء الحرب في أفغانستان المعروف بلقب "أسد هرات" سيطرته ونفوذه لعقود في هرات الواقعة في غرب أفغانستان وتعدّ ثالث أكبر مدنها فيما يزيد قربها من إيران من أهميتها الاستراتيجية.
وشاب الغموض مصير الرجل السبعيني، لساعات بعد سقوط المدينة أمس الخميس، في ختام حصار فرضته طالبان.
وأعلنت الحركة أنّ زعيمها سلّم نفسه وأنّه في أمان. ثم أوضح المتحدث باسمها جمال ناصر حبيبي أنّه جرى التوصل لاتفاق وأنّه "سيعاد لمقرّ إقامته".
بدورها نشرت طالبان مقطع فيديو لأمير القديم، قال فيه "يجب أن يعاملوا الناس معاملة حسنة ويجب أن يقابلهم الناس بمشاعر طيبة حتى يتمكنوا من عيش حياة مزدهرة معاً".
وأضاف: نأمل في أن يوفّر جميع إخواننا أجواء سلمية وإنهاء هذا القتال وان يعود السلام والاستقرار إلى أفغانستان".
وقالت وكالة الأنباء الفرنسية، في تقرير إنّ "مجموعة من المتمردين أنزلت العلم الأفغاني عن مقرّ الشرطة بعد وقت قليل على سقوط هرات، وجلس بعضهم على غطاء عربة همفي عسكرية تركتها القوات الحكومية خلفها، وابتسم أحدهم للكاميرا فيما حمل قاذفة على كتفه".
وأضافت أنّ حركة السيارات والدراجات الهوائية بدت طبيعية فيما راية طالبان البيضاء ترفرف فوق إحدى الدراجات العابرة.فيما بررت السلطات الانسحاب بتجنب حمام الدم بين المدنيين.
وكان مسؤول أمني رفيع المستوى أفاد وكالة فرانس برس بأنّ طالبان “استولت على كل شيء” في المدينة، موضحا أن القوات الأفغانية شرعت في الانسحاب نحو قاعدة عسكرية في بلدة غزارة القريبة بهدف “تجنب إحداث أضرار إضافية في المدينة”.
سطرت ميليشيا إسماعيل خان الضخمة سلسلة نجاحات في وجه طالبان مع سيطرة الإسلاميين على الحكم في بداية التسعينيات. ولكنّه اضطر عام 1995 إلى الفرار نحو إيران برفقة مئات من مؤيديه بعد انشقاق أحد حلفائه عنه.
وفي وقت لاحق، أسرت طالبان اسماعيل خان لنحو عامين أثناء استعداده للعودة وقيادة حركة تمرّد. لكنّه نجح في الفرار من السجن عام 1999، وكان طليقا إبّان الغزو الأمريكي عام 2001.
وقبل شهر من الآن، بدا الأسد العجوز واثقًا من نفسه، إذ قال للصحافة “سنكون قريبا في الخطوط الأمامية، وسنبدّل المعطيات بعون الله”.
وأضاف “أتمنى أن يختار رجال هرات ونساؤها مساندة جبهة المقاومة دفاعا عن حريتهم وكرامتهم”.
وبينما حمّل الحكومة مسؤولية تدهور الأوضاع سريعاً، حثّ العسكريين على إظهار الحزم و”كافة القوات الأمنية على التصدي بشجاعة”.
استولت طالبان ليلا على قندهار، ثاني مدن البلاد مع اقترابها من كابول. وصارت تسيطر حاليا على قطاعات كبيرة في شمال البلاد وغربها وجنوبها.