أدلى المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس، بتصريحات صحافية حول سورية، وزيارة وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد إلى دمشق، وفيما يلي ترجمة للتصريحات كما وردت في موقع وزارة الخارجية الأمريكية وترجمها "نداء بوست".
الصحافي: هل يمكنني أن أسأل عن سورية؟
برايس: بالتأكيد.
الصحافي: سأطرح سؤالاً سريعاً. التقى وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد آل نهيان اليوم في دمشق بالرئيس السوري بشار الأسد. هل لديك أي تعليق على ذلك؟
برايس: حسناً، نحن نشعر بالقلق إزاء تقارير تتحدث عن هذا الاجتماع والإشارة التي يرسلها. كما قلنا من قبل، لن تعرب هذه الإدارة عن أي دعم لجهود التطبيع أو إعادة التأهيل.
الصحافي: صحيح.
برايس: بشار الأسد دكتاتور وحشي. نحثّ دول المنطقة على النظر بعناية في الفظائع التي ارتكبها هذا النظام، والتي ارتكبها بشار الأسد نفسه بحق الشعب السوري على مدار العقد الماضي، فضلاً عن جهود النظام المستمرة لمنع وصول الكثير من المساعدات الإنسانية و الأمن إلى البلاد. هذه قضية غالباً ما نتمتع بفرصة مناقشتها مع شركائنا المقربين في المنطقة، بما في ذلك مع شركائنا الإماراتيين، وقد أوضحنا موقفنا من هذا الأمر.
الصحافي: إذن هل أنت على خلاف معهم؟ لأنه يبدو أن هذا هو المسار الذي تسلكه معظم الدول العربية. مصر تفعل الشيء نفسه، وتتواصل وما إلى ذلك. ربما تقوم المملكة العربية السعودية بذلك من وراء الكواليس، والكويت، "بعض" معظم حلفائك في المنطقة يتجهون في هذا الاتجاه، ربما باستثناء قطر.
برايس: كما أفعل غالباً، سأترك الأمر لشركائنا، سأترك الأمر لحلفائنا لوصف موقفهم من سورية، موقفهم من نظام الأسد. عندما يتعلق الأمر بموقفنا من نظام الأسد، دقِّق، لن نقوم بتطبيع أو تحسين علاقاتنا الدبلوماسية مع نظام الأسد، ولا ندعم تطبيع أو تحسين علاقات الدول الأخرى، بالنظر إلى الفظائع التي ارتكبها هذا النظام بنفسه ضد الشعب السوري.
نحن نؤمن -وهذا أنا واثق بأننا نتشاركه مع العديد من شركائنا- بأن الاستقرار في سورية والمنطقة ككل لا يمكن تحقيقه إلا من خلال عملية سياسية تمثل إرادة جميع السوريين، ونحن ملتزمون بالعمل مع الحلفاء. نحن ملتزمون بالعمل مع الشركاء والأمم المتحدة من أجل تحقيق حل سياسي دائم.
الصحافي: إذا قرر حلفاؤك أن إعادة سورية إلى الحظيرة العربية هو في مصلحتهم، فلن تأخذهم إلى مخزن الحطب (عبارة تعني: تعاقبهم)، أليس كذلك؟ أعني، هل ستكون على خلاف معهم وتعبر عن ذلك، وربما لا أعرف ما هو الإجراء الذي ستتخذه لثنيهم عن القيام بذلك. لكن يبدو هذا الاتجاه الذي سوف يسلكونه.
برايس: سنفعل كل ما هو أكثر نفعاً تِجاه قضية التسوية السياسية هذه. دقِّق، عندما يتعلق الأمر بسورية، فقد ركزنا على عدة أهداف، وقد فعلنا ذلك بالتعاون والتنسيق الوثيقين مع شركائنا. الأول هو توسيع وصول المساعدات الإنسانية. هذا هو الأولوية القصوى بالنسبة لنا. وهو أيضاً شيء سعى نظام الأسد إلى مواجهته والحد منه عند كل منعطف. لقد سعينا إلى الحفاظ على جهود الولايات المتحدة والتحالف ضد "داعش" و"القاعدة" والجماعات الإرهابية في سورية. لقد أشرنا إلى مطلبنا الجماعي بالمساءلة لنظام الأسد والحفاظ على المعايير الدولية، مثل تعزيز حقوق الإنسان وعدم انتشار الأسلحة الكيميائية، بما في ذلك من خلال فرض عقوبات مركزة. وقد سعينا للحفاظ على وقف إطلاق النار المحلي المعمول به في جميع أنحاء البلاد.
لذلك نحن مستمرون في تقييم أفضل السبل لتعزيز احتمالات التوصل إلى تسوية سياسية على النحو المبين في قرار مجلس الأمن رقم 2254، وسنواصل التشاور عن كثب مع حلفائنا وشركائنا مع العلم أن لديهم أيضاً دوراً مُهِمّاً للغاية ونحن نسعى لتحقيق ذلك.
الصحافي: حسناً، نيد، هل نقلتم إلى الإمارات العربية المتحدة استياءكم من هذا الاجتماع؟
برايس: لدينا فرصة للتحدث مع شركائنا الخليجيين في عدد من المناسبات. كما تعلمون، أتيحت للوزير بلينكين فرصة مقابلة نظيره الإماراتي عندما كنا في أوروبا والمملكة المتحدة آخِر مرة. لدينا مع جميع شركائنا المقربين القدرة على إجراء محادثات صريحة وواضحة، ويمكنني أن أؤكد لكم أننا سنستفيد من هذه الفرص عندما نحتاج إلى ذلك.
الصحافي: وفي ذلك الحديث الصريح، هل أعطاه وزير خارجية الإمارات العربية المتحدة معلومات أولية عن هذا الاجتماع؟
برايس: لا أريد أن أصف الاجتماع بشكل علني أكثر. سأقول إننا لم نتفاجأ.
الصحافي: صحيح. ومع ذلك، هناك اقتراح مفاده أن هذا كل شيء، الولايات المتحدة تعطي ضوءاً أخضر مستتراً. ما الذي قد تقوله عن هذا؟ لأنه بينما تقولون يا رفاق لا تُطَبِّقوا أي جهود لإعادة تأهيل الأسد، هل تفكرون في اتخاذ أي إجراء عقابي لمن يعيد تأهيل الأسد؟
برايس: لا أعرف كيف يمكن لأي شخص أن يأخذ تعليقاتي -ويمكنه سماع تعليقاتي- ثم تفسير ذلك بأي نوع من الضوء الأخضر أو حتى الضوء الأصفر. لن نعبر عن أي دعم لجهود تطبيع أو إعادة تأهيل بشار الأسد الذي وصفناه بالدكتاتور الوحشي. عندما يتعلق الأمر بنهجنا، سنفعل ما هو في مصلحة تحقيق تسوية سياسية تتماشى مع قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254.
الصحافي: حسناً، آخِر سؤال لي. هل ما زالت الولايات المتحدة تريد رحيل الأسد؟
برايس: لم يطرأ أي تغيير على موقفنا. بشار الأسد بالتأكيد -مقاطعه الصحافي- أيامه معدودة.
برايس: بالتأكيد لم يفعل أي شيء من شأنه إعادة تأهيل صورته، من شأنه أن يوحي بأنه أو النظام يغير طرقه ونهجه. لكننا نركز على تلك المجالات التي أوجزتها من قبل بشأن وصول المساعدات الإنسانية، ومحاربة هذه الجماعات الإرهابية، ومساءلة نظام الأسد، بما في ذلك من خلال فرض العقوبات، وفرضنا للتو حزمة أخرى من العقوبات في تموز/ يوليو، وبالطبع الحفاظ على وقف إطلاق النار المحلي الذي أدى على الأقل إلى تعليق العنف في جميع أنحاء سورية.
الصحافي: حسناً. ولكن إذا كنتم تريدون رحيله، وإذا كان المزيد والمزيد من الحلفاء الإقليميين يعترفون به ويتعاملون معه، ألن يشكل ذلك صعوبة أكثر لرحيله إذا لم تفعلوا شيئاً ما وبنشاط لمنع إعادة التأهيل؟
برايس: نحن نُبيِّن موقفنا بوضوح شديد، نحن نتخذ إجراءات هادفة، بما في ذلك من خلال استخدام "قيصر" والعقوبات الأخرى، ضد المسؤولين عن بعض هذه الانتهاكات الفظيعة لحقوق الإنسان في سورية. نحن نواصل التنسيق بشكل وثيق مع حلفائنا وشركائنا، بما في ذلك تعزيز الأهداف المنصوص عليها في قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254.
الصحافي: إذا كان بإمكاني متابعة ذلك، فمتى نتوقع أن تنتهي الإدارة من مراجعة سياستها الداخلية بشأن سورية؟ أعتقد أن الانتقاد المشترك كان يتمثل في عدم وجود مراجعة للسياسة مما يشير إلى نهج عدم التدخل في سورية.
برايس: حسناً، أود أن أعترض على هذا التوصيف، ربما لن تتفاجأ بسماعي أقول: إننا كنا واضحين للغاية بشأن المكان الذي نبذل فيه جهودنا وما نعتقد أنه الأكثر أهمية من حيث مشاركتنا مع سورية، وهي في الحقيقة هذه الخطوط الأربعة للجهود. وهذه أربعة محاور للجهود التي لم تعمل حكومة الولايات المتحدة وَحْدَها على تحقيقها وتنفيذها، بل حصلت أيضاً على دعم واسع وعميق من أقرب شركائنا في المنطقة.
هناك إجماع واسع وعميق على الحاجة إلى توسيع نطاق وصول المساعدات الإنسانية.
لا يزال التحالف الدولي لهزيمة "داعش" والجهود الجماعية لمحاربة القاعدة نشطة ومنخرطة في مواجهة تلك المجموعات المستهدفة في سورية.
لقد أشرنا إلى الأولوية التي نُوليها للمساءلة عن انتهاكات حقوق الإنسان، ولم يكتفِ جزء كبير من العالم بالتعبير عن غضبه إزاء ما ارتكبه نظام الأسد ضدّ شعبه فحسبُ، بل إن سلطاتهم المحلية قد تصرفت بالمثل أيضاً؛ ثم بالطبع وَقْف إطلاق النار المحلي الذي قلَّل على الأقل من العنف في أجزاء من سورية لقد سعينا إلى دعمه وحمايته والعمل مرة أخرى بالتنسيق الوثيق مع العديد من شركائنا الإقليميين.