"نداء بوست"- عواد علي- بغداد
أكدت وزارة الكهرباء العراقية، اليوم السبت، تراجُع ساعات تجهيز الطاقة الكهربائية الحكومية في البلاد بسبب تخفيض معدلات الغاز الوطني لتشغيل محطات إنتاج الطاقة الكهربائية، وانحسار إطلاقات الغاز المورد، وإطفاء خطوط تجهيز الكهرباء الإيرانية، مما انعكس سلباً على منظومة الطاقة الكهربائية في البلاد.
ويعتمد العراق على الغاز المستورد من إيران في تشغيل محطات توليد الكهرباء في جنوب البلاد، وفي حال توقف إيران عن إمداد العراق بالغاز فإن العجز في الكهرباء في البلاد قد يتجاوز نسبة الثلث.
ويستورد العراق ما بين 1.5 إلى 1.8 مليار قدم مكعب من الغاز الإيراني يومياً. وبسبب امتناع إيران عن توريد الغاز، بعد ارتفاع فاتورة الدين على بغداد، والتي تُقدّر بنحو أربعة مليارات دولار، انفجرت أزمة كهرباء في العراق منذ النصف الثاني من العام الماضي.
وكانت الولايات قد سمحت للحكومة العراقية بدفع قيمة مستوردات العراق من السلع والبضائع الإيرانية بالدولار لكن دون أن يشمل ذلك الغاز والكهرباء.
وتراجع إنتاج الكهرباء في جنوبي العراق إلى أقل من ألف ميجا وات مؤخراً، مما يعني أن واردات الغاز الإيراني أيضاً تراجعت إلى حد كبير.
ويصل الغاز الإيراني إلى العراق عبر خطي أنابيب يصلان إلى 4 محطات لتوليد الكهرباء، وقد تراجع إنتاج هذه المحطات بشدة، مما يشير إلى توقف إمدادات الغاز.
وتحتاج محافظة البصرة، التي تقع فيها أهم حقول النفط، إلى أكثر من 4 آلاف ميغاواط، بينما المتوفر حالياً هو أقل من ألف ميغاواط. ويجري تعويض جانب من النقص بالنسبة للمواطنين من خلال مولدات أهلية تبيع التيار الكهربائي بأسعار مختلفة حسب المناطق، لكن أغلبهم لا يستطيع استخدامه في تشغيل أجهزة التدفئة بسبب ارتفاع كلفة الأمبير.
يُذكر أن قطاع الكهرباء في العراق يُعَدّ من أكثر القطاعات فساداً، فمنذ الغزو الأمريكي للبلاد عام 2003 نهب مسؤولون عراقيون وشركات أجنبية أكثر من 200 مليار دولار تحت يافطة مشاريع كهربائية وهمية، حسب تقرير صدر عن البرلمان العراقي عام 2020.