المصدر: "تاسك آند بيربوس" – موقع إخباري مرتبط بالبنتاغون ترجمة: عبدالحميد فحام
لقد تمّت المبالغة في التقارير حول نهاية الحرب الأبدية. فقد قال الضابط في البحرية الأمريكية بيل أوربان، المتحدث باسم القيادة المركزية الأمريكية: إن القوات الأمريكية المتمركزة في ثكنة التنف في سورية تعرّضت "لهجوم مُتعمَّد ومُنسَّق" يوم الأربعاء.
وقال أوربان في بيان: "بناءً على التقارير الأولية، فقد تم استخدام أنظمة جوية ذاتية التحكّم ونيران غير مباشرة في الهجوم". وقال: إنه لم ترد أنباء عن وقوع إصابات في صفوف القوات الأمريكية حتى الآن.
وقال أوربان: "نواصل الحفاظ على جميع تدابير الحماية باستخدام القوة المناسبة لضمان سلامة وأمن قواتنا، كما نحتفظ بالحق الطبيعي في الدفاع عن النفس وسنرد في الزمان والمكان اللذين نختارهما".
قد يتفاجأ معظم الأمريكيين عندما يعلمون أن الولايات المتحدة لا يزال لديها ما يقرب من 900 جندي في سورية إلى جانب حوالي 2500 جندي في العراق؛ لأن إدارة الرئيس جو بايدن ووكلاءها حاولوا تصوير سقوط أفغانستان في يد طالبان على أنه إنهاء إستراتيجي لمجموعة العمليات والمهمات العسكرية الغامضة التي تشنها الولايات المتحدة منذ 11 أيلول/ سبتمبر2001.
وعندما تحدث بايدن في الأمم المتحدة في شهر أيلول/ سبتمبر، ادّعى أن أمريكا دخلت أخيراً وقت السلم.
وقال بايدن أمام الدورة السادسة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة: "أقف هنا اليوم، لأول مرة منذ 20 عاماً، والولايات المتحدة ليست في حالة حرب، فلقد قمنا بطيّ تلك الصفحة".
لقد شدَّد السيناتور تيم كين (ديمقراطي من فرجينيا) مراراً وتكراراً على النقطة المحورية في ذلك الخطاب قائلاً بأنه يشعر بالارتياح؛ لأن الأطفال لم يعودوا يُولَدون في بلدٍ تخوض حروباً.
وقال كين خلال جلسة استماع للجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشيوخ في 14 أيلول/ سبتمبر: "سيعترض البعض على وصفي لأن العالم مكان خطير والقوات الأمريكية منتشرة في جميع أنحاء العالم وهناك مخاطر و تهديدات، لكننا كـ (أمّة) في حالة حرب دائمة منذ 20 عاماً ولم يكن من المفترض أن نكون كذلك أبداً".
وتابع كين قائلاً: "لقد كان لدى الرئيس بايدن الشجاعة ليقول إن بلدنا يجب ألّا يكون في حالة حرب دائمة". "سيستغرق الأمر بعض الوقت حتى يفهم الناس فكرة أنه على الرغم من وجود تهديدات خطيرة لنا في كل مكان، فنحن الآن، لسنا بلداً في حالة حرب ولا نخوض حروباً برية في الشرق الأوسط".
ولكن لنقتبس مقولة مُبتَذَلة: العدو لا يلين. ففي العراق وسورية، لا يزال يتعين على القوات الأمريكية مواجهة الميليشيات المدعومة من إيران مثل كتائب حزب الله وكتائب سيد الشهداء. فبعد الضربات الجوية الأمريكية ضد المجموعتين في شهر حزيران/ يونيو، تعرضت القوات الأمريكية في سورية والعراق لهجمات بالصواريخ والطائرات بدون طيار عدة مرات. وقد أصيب جنديان أمريكيان في هجوم 7 تموز/ يوليو على قاعدة الأسد الجوية بالعراق.
ولم يقتصر انتشار القوات الأمريكية على مناطق الحرب كجزء من الحرب العالمية الغامضة المترامية الأطراف على الإرهاب، بل إنها تواجه تهديدات متزايدة التعقيد. وحقيقةُ أن القوات الأمريكية تتعرض الآن لهجوم من طائرات بدون طيار دفعت الجيش إلى اختبار تكنولوجيا جديدة للسماح لأفراد الجيش بإسقاط الطائرات بدون طيار.
وفي شهر أيار/ مايو عام 2020، قامت قوات العمليات الخاصة الأمريكية في حامية "التنف" -وتم عرض ذلك من خلال الصور- باستخدام نظام التحكم في الحرائق SMASH 2000 في هدف مُعلَّق من طائرة بدون طيار صغيرة، لكن قيادة العمليات الخاصة الأمريكية قررت في النهاية عدم نشر النظام.
وفي غضون ذلك، لا تزال الولايات المتحدة في حالة حرب مع المنظمات الإرهابية مثل القاعدة وتنظيم الدولة الإسلامية والجماعات التابعة لهما. وعلى مدار العشرين عاماً الماضية، توسّعت ساحة المعركة الأصلية للحرب العالمية على الإرهاب في جنوب غرب آسيا والشرق الأوسط لتشمل إفريقيا، حيث تخوض القوات الأمريكية حروباً هادئة ضد جماعات مثل "حركة الشباب".
وقد تم قتل أربعة جنود أمريكيين في شهر تشرين الأول/ أكتوبر عام 2017 عندما نصب لهم أكثر من 100 مقاتل من تنظيم الدولة الإسلامية كميناً بالقرب من قرية تونجو تونجو في النيجر. ثم في شهر كانون الثاني/ يناير 2020، هاجم مقاتلو "الشباب" قاعدة عسكرية في "ماندا باي"، بكينيا، مما أسفر عن مقتل جندي أمريكي واثنين من المتعاقدين مع القوات الأمريكية.