نداء بوست – ولاء الحوراني – درعا
تزداد الأوضاع الاقتصادية والأمنية سُوءاً يوماً بعد يوم في محافظة درعا ما جعل أكثرية الشبان يسعون للهجرة بحثاً عن استقرار وأمان بات مفقوداً في بلادهم ولتأمين لقمة عيشهم في ظل تفاقُم الأزمة الاقتصادية وازديادها.
"أصبحت الحياة شِبه مستحيلة" رُدٌّ من عامر (22) عاماً على سؤال "نداء بوست": لماذا تسعى للهجرة؟ مضيفاً: إن الملاحقات الأمنية والتضييق على فئة الشباب في المحافظة كذلك انتشار البطالة فضلاً عن التجنيد الإلزامي الذي بات لفترة طويلة الأمد كل ذلك جعل الحياة مستحيلة.
هذه الأسباب وغيرها الكثير جعلته ينتظر يومياً في طوابير الهجرة والجوازات للحصول على جواز السفر لمغادرة البلاد.
شاب آخر رفض ذكر اسمه قال لـ"نداء بوست": إنه يسعى لاستخراج جواز سفر بأسرع وقت ممكن للحصول على إذن بالسفر قبل انتهاء مدة تأجيله العسكري من أجل الهجرة خارج البلاد بغض النظر عن الوجهة.
"ريناد" (26) عاماً أشار في حديثه لـ"نداء بوست" إلى أنه يتواصل -وبشكل يومي- مع أبناء بلدته الذين غادروا إلى وجهات مختلفة ليستفسر عن الوجهة الأقل مخاطرة والتي تتناسب ووضعه المادي.
مضيفاً: إن الهجرة أصبحت الحل الوحيد للهروب من الواقع المرير وانسداد الأُفُق في وجه الشباب.
انتشار الاغتيالات وعمليات الاختطاف والمخدرات وانحسار فرص العمل وانتشار الفقر وغيرها من الأسباب التي لا تُعد ولا تُحصى جعلت الهجرة تشغل تفكير الشبان في درعا لتصبح الطُّموحَ الوحيد أمامهم، لتخسر درعا بذلك العنصرَ الشبابيَّ القادرَ على النهوض بها بعد الدمار الذي خلَّفه النظام وميليشياته على مدى أكثر من عشر سنوات في محافظة أنهكتها الحرب.