"نداء بوست" – أخبار عربية – بيروت
بلغ الوضع في لبنان مستويات متقدّمة من الانهيار الاقتصادي والأزمة الحياتية والمعيشية، في ظل غياب الكهرباء وندرة المحروقات التي شلّت البلد بشكل كبير، وبات لبنان مسرحاً للخارج والتدخلات الخارجية خاصة من الدول النفطية، وساحة لتصفية الحسابات بين الدول.
فقد أعلنت إيران عن إرسال بواخر نفط إلى لبنان عبر سورية من خلال حليفها حزب الله، وفور صدور هذا الإعلان تحرك الطرف الآخر (أميركا) باتجاه استجرار الكهرباء إلى لبنان من الأردن بالغاز المصري، وعبر الأراضي السورية، في خرق واضح لقانون "قيصر" الأميركي الذي يحاصر النظام في سورية، وقد أعطت السفيرة الأميركية في بيروت الشارة الخضراء لتحرّك الحكومة السابقة بهذا الاتجاه، والذي من المنتظر أن تستكمله الحكومة الجديدة.
يوم الخميس (16 سبتمبر/ أيلول)، وصلت عبر الأراضي السورية، ومن طريق الحدود البرّية في منطقة الهرمل/ القصير، الصهاريج التي حملت المازوت الإيراني إلى لبنان، وفي اليوم التالي وصل واحد وثلاثون ألف طن من النفط العراقي للبنان، ستوزع بين معملَيْ دير عمار والزهراني.
فعلياً، السفن التي جرى الحديث عن أنّها ستأتي تباعاً من إيران إلى بانياس السورية عبر البحر، ومن هناك عبر الحدود البرّية إلى لبنان، لن تحلّ مشكلة المحروقات في لبنان ولن تضع حدّاً نهائياً للأزمة، فحاجة لبنان إلى البنزين تكاد تكون في الحالة الطبيعية حوالي عشرة ملايين لتر يومياً، وهذا يعني أنّ السفينة التي تحمل حمولة كاملة من البنزين تكفي لأربعة أيام فقط، والأمر ذاته وأكثر ينطبق على المازوت، والأمر نفسه ينطبق على النفط العراقي، والغاز المصري أيضاً.
عضو نقابة أصحاب المحروقات، جورج البراكس، قال: إن كميات المحروقات التي ستأتي من إيران ستسد حاجة صغيرة فقط مثل حاجة المستشفيات، ولكن لن يكون بإمكانها تغطية كل القطاعات، أو أخذ دور الشركات المستوردة".
وعن مادة البنزين، قال البراكس: إن الشركات ستبدأ بالتوزيع اليوم، وسيكون هناك تحسن يوم الإثنين، لكنه أضاف "ما دامت حاجة البنزين، ما زالت لا تكفي السوق، ستظل الطوابير موجودة أمام المحطات، والمطلوب الحل وتحرير الاستيراد".