نداء بوست- محمد جميل خضر- عمّان
بعد التراجع الملحوظ الذي سجّله التقارب بين الأردن والنظام السوري، ها هو الجانب الأردني يقيم في العاصمة السورية دمشق معرضاً أردنياً للتجارة والخدمات، وهي الفعّالية التي حظيت بترحيب مُبالَغ فيه من جانب النظام السوري الذي قال وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك فيه، عمرو سالم: إن هناك "نظرة خاصة للتعاون الاقتصادي مع الأردن وتعزيز مبادلات البلدين التجارية وتسهيل حركة انسياب السلع والبضائع".
تصريحات سالم جاءت على هامش لقاء جمع جهات رسمية لدى النظام مع رئيس غرفة تجارة الأردن نائل الكباريتي وأعضاء من مجلس إدارة الغرفة، بحث فيه الجانبان سبل تطوير علاقات التعاون الاقتصادي والتبادل التجاري بين البلدين.
كما جرى في اللقاء الذي يأتي بعد خفوت مظاهر التقارب، بحث أهمية التوجه نحو إقامة شراكات تجارية لتوفير مختلف السلع والخدمات في أسواق البلدين بأسعار منافسة وجودة عالية.
واتفق الجانبان على مواصلة إقامة معارض مشتركة للترويج لمنتجات البلدين والتشبيك بين أصحاب الأعمال، وتجاوُز أية عقبات أمام حركة انسياب البضائع بالاتجاهين.
سالم وزير تجارة النظام أشاد بعمق العلاقات التي تربط بلاده بالمملكة، ووصفها بالأخوية قبل أن تكون تجارية، مؤكداً الحرص على تذليل الصعوبات والعقبات التي تعيق سُبل التعاون بين الجانبين وتقديم التسهيلات التي تطور العمل الاقتصادي المشترك وترتقي به لمراحل متقدمة.
وأكد أنه سيتم متابعة العمل بين مؤسسات الوزارة وغرفة تجارة الأردن وتفعيل ما يتم الاتفاق عليه مباشرة، موضحاً أن إقامة الشراكات تمثل أهم الحلول لتجاوُز العقبات وتسهيل حركة التبادل التجاري بين البلدين.
ولفت إلى أهمية التعاون بقطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والاستفادة من الخبرات الأردنية بهذا المجال لا سيما في ظل توجه سورية نحو "الرقمنة" والفوترة الإلكترونية، داعياً لإقامة معرض أردني متخصص لشركات تكنولوجيا المعلومات في سورية.
من جانبه، أكد الكباريتي حرص القطاع التجاري والخدمي الأردني على إقامة علاقات إستراتيجية وبناء شراكات حقيقية مع "الأشقاء" في سورية بما "يحقق المصالح المشتركة"، مشدداً على عمق العلاقات التي تجمع البلدين بمختلف المجالات.
وعبَّر عن أمله بأن تعود مبادلات البلدين التجارية إلى سابق عهدها في ظل توفر كثير من الفرص لدى الجانبين، مؤكداً على ضرورة التركيز على قطاعات تكنولوجيا المعلومات والطاقة المتجددة والسياحة العلاجية، والترانزيت واستخدام ميناء العقبة لنقل البضائع للسوق السورية.
الكباريتي أشار إلى أهمية عودة "المنطقة الحرة السورية الأردنية المشتركة" للعمل، وتسهيل حركة عبور الشاحنات بالاتجاهين، داعياً إلى بناء شراكة بخصوص الترويج السياحي والاستفادة من الخبرات الأردنية الواسعة بهذا المجال.
بدوره، لفت ممثل قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في غرفة تجارة الأردن المهندس هيثم الرواجبة الذي حضر اللقاء، إلى أن القطاع جاهز لتوفير مختلف الخدمات والخبرات والحلول التكنولوجية التي يحتاجها الجانب السوري، مشيراً للنجاحات التي حققتها الشركات الأردنية بهذا الخصوص.
وبيّن أن الشركات الأردنية العاملة بقطاع تكنولوجيا المعلومات التي يصل عددها إلى 1000، تساند دولاً بالمنطقة من خلال تقديم الحلول والخدمات بمجال البرمجيات لمختلف القطاعات، إضافة لاستقطاب شركات عالمية للعمل بالمنطقة.
ترحيب النظام السوري وتشجيعه على إقامة "المعرض الأردني للتجارة والخدمات" في العاصمة الجريحة دمشق، وافتتاحه أمس من وزير الاقتصاد والتجارة الخارجية لدى النظام السوري محمد الخليل، والتفاف مؤسساته حول المشاركين الأردنيين بالمعرض، وتصريحات وزير تجارته، يؤشر بمجموعه على تشبّث النظام بنافذة الأردن بوصفها طاقة انفراج اقتصادي تتيح للنظام مزيداً من المناورة، وتعكس صورة زائفة لواقع الحال في البلد العربي المنكوب بجرائم النظام من جهة، وغض بصر عربي مفجع عن هذه الجرائم من جهة ثانية. وهو غض البصر الذي شجَّع الدول الأبعد في الجغرافيا والعوامل الوجدانية والموضوعية الجامعة (الدين واللغة والتاريخ والمصير) على اقتراف الأمر نفسه.
كما أن المعرض الذي يتواصل حتى مساء غد واللقاء الذي عُقد أمس يأتيان بعد إعلان الولايات المتحدة الأمريكية نيّتها الكشف عن أرصدة آل الأسد، وبعد تراجُع العربية السعودية عن أي تقارُب محتمل في المنظور القريب من الزمن مع النظام.
Author
-
روائي وإعلامي فلسطيني/أردني..مُعِدّ ومنتج تلفزيوني.. صدر له ثلاث روايات وأربع مجموعات قصصية