”نداء بوست“ – بيروت
يفتتح الأسبوع الجديد في لبنان على أزمات متواصلة من دون أيّ أُفُق للحلول، في ظل تراجُع منسوب التفاؤل بإمكانية تشكيل الحكومة خلال الساعات أو الأيام المقبلة، مع العودة إلى منطق المحاصصة من جديد، وفي ظل استمرار طوابير الذل أمام محطات المحروقات والانقطاع المستمر في التيار الكهربائي، وكذلك ارتفاع أسعار السلع مع الفقزات الجنونية للدولار في السوق الموازية وغيرها من الأزمات الصعبة والانهيار الذي يعيشه المواطن اللبناني.
أمين سرّ تكتل "الجمهورية القويّة" النائب السابق فادي كرم قال لموقع "نداء بوست": "إنّ حزب القوات نصح منذ البداية الداخل والخارج بعدم المراهنة مع هذه السلطة التي يمثلها رئيس الجمهورية وحزب الله على إمكانية تشكيل حكومة إنقاذية أو حكومة مهمة أو إصلاحية"، مشدداً على أن هذه السلطة لا مجال لإنتاج أي شيء إيجابي معها، ولن تُشكّل حكومة بناء على الشروط الإصلاحية المطلوبة من صندوق النقد الدولي وأصدقاء لبنان، مضيفاً " لن تكون حكومتهم إلا حكومة مطابقة لتنفيذ سياستهم بالهدر والفساد وبلع لبنان من قِبل الدويلة، وأيضاً التشديد على منطقهم القمعي والتسلطي".
واعتبر كرم أن كل المحاولات السابقة لتشكيل الحكومة لم تكن سوى عملية إعطاء "أوكسجين" لهذه السلطة كي تلعب على الوقت وتربحه من أجل بقائها في السلطة.
وحول موضوع رفع الدعم، قال أمين سرّ تكتل "الجمهورية القويّة" إنها مسألة ضرورية جداً، وكان يجب أن يتخذ القرار من سنوات عندما كان احتياط المصرف المركزي مرتفعاً، مضيفاً أن القوات كانت تطالب بترشيد الدعم منذ سنوات وليس وقفه بالكامل، وأشار إلى أن القوات طالبت بإعطاء البطاقة التمويلية للمواطن (الذي يئن تحت الضربات التي تسددها السلطة له) من أجل مساعدته على تحمّل الأسعار بعد رفع الدعم، موضحاً أن رفع الدعم بات إجبارياً ولا يمكن التهرب منه، وقال "إن السلطة تحاول أن تلعب مسرحية أنها ضد رفع الدعم من أجل امتصاص نقمة وغضب المواطنين"، مضيفاً " رفع الدعم سيحدث لأن المسّ بالاحتياط الإلزامي ممنوع، وحتى لو خالفوا القانون فإن هذا الاحتياط لا يكفي طويلاً في ظل استمرار عمليات التهريب (من قِبل أفرقاء السلطة الحاكمة وخاصة أفرقاء محور الممانعة) التي تمصّ أرزاق ومقومات الشعب اللبناني للاستمرارية".
وعلى صعيد باخرة النفط الإيرانية، أشار النائب كرم لموقعنا إلى أن "هذه السفن ليست إلا سموماً للشعب اللبناني؛ لأنها ستجلب معها حصاراً أكبر على لبنان وعزلاً أكثر، إضافة إلى ضمّ لبنان أكثر في محور الجمهورية الإسلامية في إيران"، مشيراً إلى أن هذه السفن لن تلبي طلب السوق اللبنانية من المشتقات النفطية، ولن تكون هبة بل سندفع ثمنها بالعملة الصعبة للدولة الإيرانية، وهذا يعني سحب أموال اللبنانيين من أجل استمرار إيران والنظام السوري ومحور الممانعة، وقال: "للأسف نحن رهائن بيد هذا المحور من خلال حزب الله والتيار الوطني الحر ورئيس الجمهورية، وسنبقى كذلك ما دُمْنا لم نتخلص منهم".