بعد عشر سنوات من قطع العلاقات الرسمية بين الحكومة اللبنانية وحكومة النظام السوري، زار وفد وزاري رسمي العاصمة السورية دمشق بهدف تمهيد الطريق لخطة تدعمها الولايات المتحدة لتخفيف أزمة الكهرباء في لبنان عن طريق استجرار الطاقة الكهربائية من الأردن عبر سورية.
الوفد اللبناني ضم كلاً من نائبة رئيس حكومة تصريف الأعمال وزيرة الدفاع والخارجية زينة عدرا عكر ووزير المالية غازي وزني ووزير الطاقة ريمون غجر والمدير العامّ للأمن العامّ اللواء عباس إبراهيم.
المحلل السياسي اللبناني الأستاذ بسام غنّوم قال في حديث لـ"نداء بوست": إن زيارة الوفد الوزاري اللبناني إلى سورية برئاسة وزيرة الخارجية بالوكالة في حكومة تصريف الأعمال زينة عكر شكلت تحولاً مهماً في العلاقات اللبنانية السورية بعد فترة الانقطاع التي سادت هذه العلاقات بعد اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري وخروج الجيش السوري من لبنان في عام 2005، وأضاف أن محور الزيارة كان استجلاب الطاقة من الأردن والغاز المصري إلى لبنان عبر سورية من أجل حل أزمة الطاقة التي يعاني منها لبنان.
غنوم أشار إلى اللافت الأبرز في الزيارة وهو أنها جاءت بعد إعلان السفيرة الأمريكية في لبنان عن موافقة الإدارة الأمريكية على هذا الموضوع، وأكد أن ما جرى يدل على أن الرئيس الأمريكي جو بايدن يراجع سياسة واشنطن في سورية بعد تمسك الرئيسين السابقين دونالد ترامب وباراك أوباما بالموقف الأوروبي المؤيد لأحكام العقوبات إذا بقي بشار الأسد في السلطة.
وقال المحلل السياسي إن هذه الزيارة لها بُعدان، الأول فني تقني يتعلق بموضوع جلب الطاقة إلى لبنان وعدم تركه في يد إيران وحلفائها في لبنان والمنطقة، أما البُعد الثاني فهو سياسي بَحْت ويتعلق بسياسة أمريكا في المنطقة التي تشهد تغيرات كبيرة خصوصاً بعد الانسحاب الأمريكي من أفغانستان والمفاوضات التي تجري في فيينا بالنسبة للاتفاق النووي الإيراني.
أما فيما يتعلق بزيارة الوفد الدرزي الذي ضمّ شيخ عقل الطائفة الدرزية، الشيخ نصرالدين الغريب، ورئيس "الحزب الديمقراطي اللبناني"، طلال أرسلان، ورئيس حزب التوحيد العربي، وئام وهاب، ونائب رئيس حركة "النضال العربي"، طارق الداود (التقى الأسد)، أشار غنوم إلى أن هناك أجواء تحاول إعادة لبنان إلى ما قبل فترة اغتيال الرئيس الحريري وتحاول استعادة دور ما لها في لبنان عبر انفتاحها على النظام السوري، مؤكداً أن هذا الانفتاح الدرزي لا يمثل كل الطائفة الدرزية التي تميل في أكثرها إلى رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط المعارض للنظام السوري.
غنوم وصف هذه الخطوة بالمستعجَلة خاصة في ظلّ التطورات السريعة على صعيد المنطقة ككل.