“نداء بوست” – أخبار سوريّة – بيروت
يحاول اللاجئون السوريون في لبنان البحث عن حياة أفضل بعد أن وصلت الأمور في هذا البلد إلى حد لا يحتمل ولا يطاق، فمع الانهيار الاقتصادي الحاصل والأوضاع المعيشية الصعبة وارتفاع الدولار بدأ العديد من اللاجئين، البحث عن طريقة للخروج من لبنان إلى ما يعتبرونه النعيم الأوروبي، والطريق الأسهل بالنسبة لهم الهجرة عَبْر البحر، إلا أنه الأخطر مع اعتراض خفر السواحل لهذه القوارب.
آخِر تلك الدفعات كانت مجموعة من اللاجئين السورين غادروا لبنان بحراً في الـ 15 من أيار الفائت، فبعد أن وصلوا إلى المياه الإقليمية في قبرص تمت إعادتهم إلى لبنان وتسليمهم للسلطات اللبنانية.
اللاجئة السورية تهاني فارس وهي من اللاجئين الذين كانوا على متن القارب قالت لـ”نداء بوست” “إنهم كانوا في طريقهم إلى قبرص وعندما وصلوا إلى المياه الإقليمية اعترضهم خفر السواحل وحاول تعطيل القارب الذي كان ينقلهم من خلال رمي البالونات والأشرطة”، وأضافت “أن صاحب القارب تابع طريقه وحاول الهرب منهم ولكن بسبب سرعته الزائدة تعطل محرك القارب وتوقف”، وأوضحت أنهم بقوا إلى اليوم التالي بلا مياه ولا أكل، وكانوا يناشدون خفر السواحل لتأمين المياه للأطفال فقط، وتابعت أن خفر السواحل استجاب لندائهم في مساء اليوم الثاني وقدم لهم مياهاً للشرب فقط، وعند العاشرة مساء أتت باخرة كبيرة ربطت القارب بحبل عريض وأبعدته عن المياه، وبعد ذلك طلبت من ركاب القارب فكّ الحبل، لكن “تهاني” أشارت إلى أن الركاب رفضوا ذلك، وبعد أخذ ورد بين الطرفين، فكت الباخرة الحبل وضربت القارب، وغادرت المكان.
وتابعت تهاني حديثها معنا وقالت: “إن زوجها “عيسى شما” وهو مريض في الرئة أغمي عليه في اليوم الثالث لبعض الوقت، وحاولت مناشدة البواخر التابعة للسواحل التي كانت تراقب القارب بين الفينة والأخرى، إلا أنها في البداية لم تستجب لها أبداً، وبعد عدة ساعات، جاءت باخرة كبيرة نقلت الركاب من القارب، وحاولوا إسعاف “عيسى” وإعطاءه بعض الأدوية، ولكن وضعه كان صعباً جداً بحسب زوجته، مما استدعى خفر السواحل للتحرك وطلبوا له طائرة “هليكوبتر” وتم نقله إلى المستشفى لتقديم العلاج له وإجراء عملية فورية له”، وأوضحت أن زوجها ما زال في قبرص، في حين تم إعادتها وأطفالها إلى لبنان.
وأشارت “تهاني” وهي أم لثلاثة أطفال إلى أنها تسكن اليوم عند صديقتها السورية أيضاً في منطقة ذوق مكايل في كسروان شمال لبنان، وهي نفس المنطقة التي كانت تسكن فيها قبل السفر، وأضافت أن زوجها قبل أن يغادروا لبنان سلّم المنزل وباع كل ممتلكاتهم وأغراضهم، وكشفت لموقعنا أنها اليوم لا تملك أي شيء سوى ملابسها، وليس لديها أقارب في لبنان.
وأكدت أنها تواصلت مع عدد من الجمعيات اللبنانية والإغاثية من أجل تقديم المساعدة لها، إلا أنها لم تلقَ أي تجاوب، وأضافت أن صديقتها تصرف عليها وعلى أطفالها، وناشدت تهاني السلطات اللبنانية والجمعيات الإغاثية النظر إلى حالها ومساعدتها، كما طلبت من المنظمات الدولية والحقوقية التواصل مع السلطات القبرصية من أجل إعادتها إلى مكان زوجها.
وبتاريخ 16 أيار/ مايو 2021، غادر مركب بحري الشواطئ اللبنانية على متنه 56 شخصاً (39 رجلاً، و7 نساء و10 أطفال) وكان المركب قُبالة ساحل قبرص، على بُعد حوالَيْ 16 ميلاً بحرياً جنوب كيب جريكو القبرصية. وقامت السلطات القبرصية بالتأكد من وثائق الأشخاص الذين كانوا على متنه، ثم منعتهم من الدخول إلى قبرص وأعادتهم إلى لبنان.