بيروت – خاص
يتجه لبنان شيئاً فشيئاً نحو أزمات متعددة، تنعكس في غالبها على اللاجئين السوريين، فيما السلطات اللبنانية العاجزة عن إيجاد حلول لهذه الأزمات هي -بلا شك- تقف عاجزة أمام ما يحصل مع السوريين وتعرض حياتهم للخطر، ومع كل هذه الأزمات وجد اللاجئون أنفسهم مُحاصَرين، فلا خيارات أمامهم سوى الفقر أو الإحباط.
وبالرغم من كل الأوضاع الصعبة والانهيار الحاصل اقتصادياً ومعيشياً، يتعرض هؤلاء اللاجئون للتهميش من قِبل السلطات، وذلك يسمح لبعض اللبنانيين أن يُمارسوا عنصريتهم تجاههم أو يحملوهم في الكثير من الأحيان تَبِعات ما لا طاقة لهم به، حتى أن بعض اللاجئين يتعرضون للضغط من أجل إخلاء مساكنهم.
تقول أم عمر لموقع "نداء بوست" وهي لاجئة سورية من دير الزور وأم لثلاثة أطفال: "ليس هناك الكثير من الطعام، نفتقد إلى أشياء كثيرة، يمكننا أن ندبر أمورنا، ونحاول التأقلم، ولا أحد يقدم لنا المساعدة، بل إن أطفالنا يتعرضون للتنمر من قِبل الأطفال اللبنانيين"، وأشارت لموقعنا إلى أنهم أحياناً يتعرضون للإساءة والضغط من أجل إخلاء المخيم"، وقالت أم عمر: "يمر علينا أيام لا نأكل سوى الخبز المبلّل بالماء".
سميرة، وهي لاجئة سورية من منطقة درعا ومن سكان المخيمات البقاعية وأم لثلاثة أطفال تقول لموقعنا: "زوجي ليس لديه عمل، نحصل على بعض المساعدة من الجيران بعض الأوقات، مثل الأطعمة المعلّبة، كنا نستأجر منزلاً صغيراً عندما كان زوجي يعمل، ولكن اليوم ومع فِقْدانه عمله ونتيجة ارتفاع الإيجارات والأسعار، اضْطُرِرْنا لإخلاء المنزل، وبِتْنا نعيش في خيمة في العراء، ولا نتمكن من تأمين الحليب لطفلي: ولا الدواء لوالد زوجي في ظل ارتفاع الأسعار وأيضاً شُحّ الموادّ الأساسية من الأسواق".
إذ لا تقتصر معاناة اللاجئين السوريين في لبنان على الظروف الصعبة اقتصادياً ومعيشياً، بل أصبحوا يواجهون عدة انتهاكات أخرى تتعلق بحرية التحرك والتعبير أيضاً، كما يعاني السوريون في لبنان من تهديدات تتعلق بسلامتهم أبرزها الإخلاء القسري من مساكنهم.