"نداء بوست"- عواد علي- بغداد
رفض ممثلو العرب والتركمان في محافظة كركوك عودة القوات الكردية (البيشمركة) إلى داخل الحدود الإدارية للمحافظة، والمساس بالمكاسب التي تحققت لها بعد تطبيق خطة فرض القانون، وطالبوا بتأجيل الانتخابات البرلمانية فيها.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحافي عُقد في مقر رئاسة الجبهة التركمانية العراقية، بحضور أعضاء مجلس النواب محمد تميم وأرشد الصالحي وخالد المفرجي، ألقى خلاله رئيس الجبهة التركمانية العراقية حسن توران بياناً مشتركاً أوضح فيه أن محافظة كركوك "في الوقت الذي تنعم فيه باستقرار أمني واضح بعد عمليات فرض القانون في تشرين الأول/ أكتوبر 2017 تحاول بعض الأطراف استغلال هجمات داعش على القرى المحيطة بقضاء داقوق وناحية الرشاد جنوب كركوك، تمهيداً لتغيير المعادلة الأمنية في محافظة كركوك، واستقدام قوات البيشمركة إلى داخل الحدود الإدارية للمحافظة.
وأكد البيان أن "هذه الخطوة الخطيرة مخالفة للدستور العراقي وقرار مجلس النواب العراقي، ويراها المكونان العربي والتركماني ضِمن الصفقات السياسية لإعادة كركوك إلى أيام الخطف والاعتقالات والاغتيالات، وعلى قادة الكتل السياسية تحمُّل مسؤولياتهم الدستورية والوطنية تجاه الوضع المستقبلي لمحافظة كركوك.
وأضاف البيان: "على الحكومة أن تقضي على عصابات داعش الموجودة في بعض المناطق من المحافظة باستقدام جهاز مكافحة الإرهاب الاتحادي، وقطعات من الجيش العراقي، وليس بالإقدام على خطوات تمسّ الوضع الدستوري لمحافظة كركوك، وتحقيق رغبات بعض الأطراف السياسية لأغراض انتخابية، والتي صعّدت من خطابها لغرض الكسب الانتخابي على حساب الأمن المجتمعي في كركوك، وتخريب النسيج الاجتماعي فيها عَبْر ادعاءات لا أساس لها من الجغرافيا أو التاريخ".
وحذر البيان الحكومة من أن المكونين التركماني والعربي لن يقفا مكتوفَي الأيدي، وسيلجآن إلى كل الخيارات الدستورية للاعتراض على عودة البيشمركة إلى كركوك. يضاف إلى ذلك ما تشهده المحافظة من خروقات إدارية في مكتب مفوضية كركوك للانتخابات، والتي تعمل لصالح أجندة حزبية، والعمل على تكرار ما حصل في انتخابات عام 2018.
وطالب المكونان العربي والتركماني بتأجيل انتخابات كركوك لمدة أسبوع، على أن تجرى بإشراف مجلس المفوضين ورقابته، ودعوة كل المراقبين الدوليين لمراقبة الانتخابات في هذه المحافظة التي تتميز بخصوصيتها وتنوعها، وعلى المجتمع الدولي وبعثة اليونامي، خاصةً بعد صدور قرار مجلس الأمن بمراقبة الانتخابات العراقية، أن يلتفتا إلى خطورة وضع كركوك، ويحثا كافة الجهات المعنية بإبعاد المحافظة عن الخطاب المتشنج، واتخاذ إجراءات شفافة تضمن نزاهة العملية الانتخابية.
يُذكر أن الجيش العراقي تمكن في تشرين الأول/ أكتوبر 2017 من السيطرة على مدينة كركوك في عملية عسكرية استغرقت أقل من 24 ساعة، وذلك بعد ثلاث سنوات من سيطرة قوات البيشمركة الكردية عليها. كما فرضت القوات العراقية سيطرتها على غالبية حقول النفط والقواعد العسكرية الرئيسية في محيط المحافظة.
وتشهد العلاقات بين بغداد وأربيل عملية أزمة مفتوحة منذ تنظيم الاستفتاء حول استقلال إقليم كردستان عن العراق في 25 سبتمبر/ أيلول من العام نفسه.