"نداء بوست" – محمد جميل خضر عمّان"
بحسب مصادر خاصة، يستطيع "نداء بوست" تأكيد خبر عودة المعارض الأردني نايف الطَّوَرة غاضباً لأمريكا. وينتمي الطَّورة إلى عشيرة فاعلة في السياق الاجتماعي الأردني، وكان أسس في تسعينيات القرن الماضي، بُعَيْد عودة الحياة الديمقراطية النيابية في عام 1989، صحيفة "البلاد" الأسبوعية شِبه المستقلة.
الطَّوَرة -الذي تشكّل مغادرته البلاد، بعدما كان أكد في غير تصريح، أنه عاد إليها ليستقر ويبقى وينسى السياسة مفاجأة من العيار الثقيل- يمثّل عينة من ظاهرة سادت ولا تزال تسود في المشهد الحراكي الأردني، يجري التعبير عنها من خلال نشر فيديوهات معارضة للسياسة الرسمية الخاصة بالنظام الأردني وأركان هذا النظام المتمثلة بالملك والملكة ورئاسة الوزراء، وصولاً في حالة فيديوهات بعينها لمجمل المنظومة السياسية الأردنية بما فيها مجلس الأمّة بمكونَيْهِ: مجلسَيْ النواب والأعيان.
ومن رموز هذا الشكل من المعارضة الأردنية، إضافة للطّوَرة: علاء الفزاع، ومصطفى شومان، وعوني حدادين الأكثر عدوانية وشتماً وحِدَّةً وغضباً، وأسامة فوزي الذي يحاول إظهار نفسه أكثر عقلانية وموثوقية من باقي بِاثِّي الفيديوهات الآخرين.
وفي ظل حرص الأردنيين على توثيق أصل المعارض: "أردني-أردني"، أم "أردني-فلسطيني"، فإن معظم هذه الفيديوهات تُبث من "أردنيين-أردنيين" (أسامة فوزي الوحيد من بين هؤلاء أردني من أصل فلسطيني).
سادت في المشهد السياسي الأردني، ظاهرة عودة معارضين يبثّون من أمريكا ودول أوروبية عديدة مثل السويد وغيرها، إلى (ربوع الوطن)، بدعوة أو إشارة غير مباشرة من العاهل الأردني، تماشياً مع ثقافةِ تسامُحٍ أسَّسها قبل عبد الله الثاني والده الحسين بن طلال، وهي الظاهرة التي تثير على وجه العموم، علامات سؤال لدى الشارع الأردني، إذ عادة ما تحتوي فيديوهات هؤلاء المعارضين على الهواء مباشرة، شتائم تطال، في معظمها، هيبة القصر وامرأته النافذة الملكة رانيا، ما يجعل قصة التسامح معهم تثير تساؤلات وتشكيكات، في ظل اعتقال معارضين مقيمين لا تتعدى أوجاعُهم في معظم الأحيان رفعَ سعر البنزين، أو تقلُّص فرص العمل، أو تخبُّط وزير من وزراء الحكومة!
إنه التسامح الذي طالما أشعل سؤالَ: لمَنْ يعمل هؤلاء؟ مَنْ يحركهم؟ مَنْ يدفع لهم؟ وتحت سقوف أيّ أجندات يُشبعون هواء مواقع التواصل لَطْماً؟
Author
-
روائي وإعلامي فلسطيني/أردني..مُعِدّ ومنتج تلفزيوني.. صدر له ثلاث روايات وأربع مجموعات قصصية