نداء بوست-ريحانة نجم-بيروت
بدأ اللاجئون السوريون في لبنان البحث عن وسائل للتدفئة مع اقتراب فصل الشتاء هذا العام، في ظل زيادة ساعات التقنين الكهربائي، إلى حد وصوله للانقطاع التام في بعض الأيام، وارتفاع أسعار المحروقات بشكل جنوني في ظل ارتفاع صرف الدولار أمام الليرة اللبنانية، وتدني القدرة الشرائية لهؤلاء اللاجئين.
ولا يُقتصر الأمر على التقنين وأسعار المحروقات بل يتعداها إلى عدم قدرة اللاجئين أيضاً على شراء المدافئ والحصائر وملابس الشتاء، في ظل ارتفاعها الجنوني في الأسواق، حيث بات اقتناؤها بالنسبة لأكثرهم حُلماً بعيد المنال.
سميرة (52 عاماً)، وهي لاجئة سورية من سكان ضواحي بيروت أمّ لثلاثة أطفال تقول لـ"نداء بوست": "نخشى أن نموت من البرد هذا العام أنا وأطفالي في ظل الغلاء الفاحش بأسعار المحروقات وانقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة، وعدم قدرتنا على الاشتراك بالمولدات الخاصة".
وأضافت: "لا أملك أموالاً لشراء المعاطف الشتوية لأطفالي"، مشيرةً إلى أن الدخل الذي تتقاضاه مقابل عملها في بعض المنازل لا يكفيها سوى لتأمين الطعام لأولادها، وناشدت عَبْر موقعنا الدولةَ اللبنانيةَ والجمعياتِ الإغاثيةَ مساعدتهم وتأمين وسائل التدفئة ومستلزماتها مع اقتراب فصل الشتاء".
أما أحمد وهو لاجئ سوري من سكان أحد المخيمات في البقاع، فيروي لموقعنا أن لديه مدفأة على الحطب، وتحتاج سنوياً إلى كمية كبيرة من الحطب خاصة أن الطقس في منطقة البقاع قارس جداً، وقال: إنّ سعر الحطب أصبح غالياً جداً، ولم يعد يتمكن من تأمينه لتدفئة أطفاله، وأشار إلى أن البلديات في المنطقة التي يقطنها والبلدات المجاورة تمنعهم من تجميع الحطب من الأراضي المحيطة، وبالتالي هم مضطرون لشراء الحطب بأسعار مرتفعة، وأضاف أحمد: "إذا لم أضع مدفأة فسيمرض الأطفال، وبالتالي سأكون مضطراً لشراء الأدوية لهم وأنا لا أملك ثمنها"، وختم قائلاً: "بكل صراحة لا أعرف ماذا يجب أن أفعل"!.
سيكون فصل الشتاء هذا العام قاسياً على اللاجئين السوريين، مما سيضطرهم إلى اتخاذ قرارات صعبة جداً، ويدفع بعضهم إلى الهجرة غير الشرعية التي تهدد حياتهم، وبدون المساعدات والمساهمات العاجلة من الجمعيات الحقوقية والإغاثية، وأيضاً السلطات اللبنانية، لن يتمكن الكثيرون منهم من البقاء آمِنين ومُستدفِئين خلال الأشهر الباردة المقبلة.