نداء بوست -عبد الله العمري- دير الزور
امتلأت صفحات الناشطين السوريين، وبعض الصحف والقنوات السورية المعارضة، ومنظمات المجتمع المدني يوم الأربعاء الماضي، بمنشورات تنعى الطبيب السوري نوري السعيد، والذي تُوفِّي بمدينة "غازي عنتاب" التركية.
الدكتور نوري السعيد من مواليد بلدة "الشحيل" شرق دير الزور، في عام 1969، ومالك لمشفيين، "النور" في مدينة دير الزور، و"السعيد" في مدينة الميادين، واللذين وُضعا بخدمة المحتجين في دير الزور بعد عام 2011، وكانا يستقبلان المصابين جراء قنص وقصف قوات النظام، مما عرضه للملاحقة والاعتقال بداية الاحتجاجات، ليطلق سراحه تحت ضغط شعبي، ويستمر بخدمة المصابين والجرحى طيلة سنوات حرب النظام على ديرالزور، وحتى بعد أن قصفت قواته المشافي وأخرجتها عن الخدمة.
خرج الدكتور نوري من سورية باتجاه هولندا في نهاية عام 2014، بعد ملاحقة تنظيم "الدولة الإسلامية" له واعتباره مرتداً، وعمل في هولندا في تجارة الغذائيات ومراكز العلاج، لحين إصابته بمرض السرطان، وعجز أطباء هولندا من إنقاذه، ليتوجه بعدها إلى مدينة "غازي عنتاب" التركية، ويموت فيها، ويُدفن بمدينة "أورفا" صباح أمس الخميس.
نعى الطبيبَ غالبيةُ أبناء دير الزور، وناشطون من جميع المحافظات السورية، بالإضافة إلى إصدار نعي مشترك لـ 44 منظمة مجتمع مدني.
ويُشار إلى أن الميليشيات الإيرانية استولت على المشفيين اللذيّن أسسهما السعيد، وأعادت افتتاحهما بأسماء جديدة، لخدمة عناصرها.