"نداء بوست" – قسم التحقيقات والمتابعات – خاص
اجتمع السفير الإيراني في سورية مهدي سبحاني مع محافظ النظام السوري في "القنيطرة" عبد الحليم خليل في بناء المحافظة بمنتصف كانون الأول/ ديسمبر الجاري، وحضر الاجتماع، حسب مصادر ”نداء بوست“، وفد دبلوماسي من السفارة الإيرانية.
يأتي هذا اللقاء بسبب ضعف نشاط السفارة الإيرانية في المحافظة، وهو ما قاله سبحاني الذي حيث أشار إلى وجود ضئيل جداً للحسينيات ومراكز الثقافة والتعريف بالمذهب الشيعي ونشاطات التعريف بالحضارة الفارسية.
وحمل وفد سبحاني خطة عمل لبناء مراكز تعليمية وثقافية ودور عبادة في مختلف بلدات المحافظة مع تفاصيل المباشرة بالمشاريع التي من المفترض بحسب الخطة أن تبدأ مطلع العام الجديد 2022.
كذلك طلب سبحاني من المحافظ التعاون والإيعاز لجميع المسؤولين في المحافظة لتقديم التسهيلات اللازمة، وانتهى الاجتماع بعد وعد المحافظ بمراجعة قيادته السياسية وتأمين كل ما يلزم من تسهيلات لمشاريع السفارة في المحافظة.
توسيع نفوذها في القنيطرة
وتسعى إيران إلى إنشاء نفوذ خاص لها في القنيطرة من خلال نشر الميليشيات الإيرانية لمواجهة الهجمات الإسرائيلية التي تستهدف قواتها في سورية.
في السياق، يؤكد مركز "جسور للدراسات“ أن "اللواء 90 المنتشر جنوب غرب ريف دمشق وفي كامل القنيطرة والذي تبعد قيادته قرابة 20 كيلومتراً فقط عن هضبة الجولان، تحوَّل إلى قاعدة استطلاع متقدِّمة للحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني".
وقد أصدر المركز خريطة تقارن حجم انتشار النقاط الإيرانية الخاصة بالحرس الثوري الإيراني والخاصة بحزب الله اللبناني والمشتركة بينهما، وذلك كما هي الآن في محافظات جنوب سورية (السويداء – درعا – القنيطرة) مُقارَنةً مع عددها عام 2018 حيث توضح الخريطة عدم ابتعاد الميليشيات الإيرانية المسافة المتفَق عليها عن الحدود الإسرائيلية، بل ازدياد عدد النقاط الأمنية والعسكرية في كامل المناطق الحدودية.
تنسيق روسي إسرائيلي
وفي وقت سابق، طالب رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بإعادة تفعيل تفاهم خفض التصعيد في جنوب سورية.
وكشفت مصادر صحافية أن الطلب الإسرائيلي يشمل إبعاد التواجد الإيراني 80 كيلومتراً شمالاً عن الجولان المحتل.
وقد جرى التوافق على استمرار إعطاء إسرائيل الحرية في الأجواء السورية لشن غاراتها والتنسيق مع روسيا، إلى جانب البحث في الملف النووي الإيراني.
كما أكد بينيت، أن إسرائيل ستستمر بمواجهة التموضع الإيراني في سورية، بغض النظر عن نتائج المحادثات النووية.
وأوضح أن إسرائيل ستدافع عن نفسها، وستتعامل مع فروعها في سورية ولبنان، مهما حدث بين طهران والقوى العالمية.
وأعرب رئيس الوزراء الإسرائيلي عن وجود مخاوف لدى تل أبيب من "عدم وجود صرامة كافية في مواجهة الانتهاكات الإيرانية"، مضيفاً: "لذلك فإن إسرائيل ستدافع عن نفسها من تلقاء نفسها".
وكرر وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس من جديد توعُّده، بـ"توسيع العمليات السرية والعلنية ضد إيران"، يوم الإثنين الماضي, واعتبر إيران فاقدة لأوراق المساومة الحقيقية في مفاوضاتها بفيينا.
خلق توازن الرعب
العميد المنشق محمد الخالد أكد في حديث لـ"نداء بوست" أن "إيران تسعى من توسيع نفوذها في منطقة القنيطرة لخلق سياسة توازن الرعب مع إسرائيل وتحقيق ما يسمى بالردع لمواجهة الغارات الإسرائيلية المستمرة على مواقعها في سورية من خلال بناء قدرات عسكرية على حدود إسرائيل".
كما أضاف في حديثه "مثل هذه القواعد لن تنعم بالأمان لأنها ستتعرض لهجمات جوية مكثفة من قِبل الطائرات الإسرائيلية بغطاء روسي فوجود قواعد إيرانية في الجنوب السوري يُعتبر تهديداً مباشراً لأمن إسرائيل".
وأوضح أن "المنطقة على صفيح ساخن والتصعيد سيتزايد في الأشهر المقبلة بسبب تصاعُد المطالَبات الإسرائيلية من روسيا بإخراج الميليشيات الإيرانية من سورية في ظل عجز أو تقاعس روسي على وقف تمدُّدهم في مناطق سيطرة الأسد".
وقال غانتس، في اجتماع للجنة الشؤون الخارجية والأمن البرلمانية بالكنيست: "نعمل على تعميق التعاون الدولي، وأنا على يقين أنه قريباً سيتم توسيع كل من الإجراءات العلنية والسرية ضد إيران، من خلال مجموعة متنوعة من الوسائل".
وبيّن أن "الوضع الداخلي لإيران يمثل فرصة للمجتمع الدولي، إيران ليست قوة رائدة".
وذلك، أن "مواطني إيران يعانون نتيجة للوضع الاقتصادي السيئ، ولقد تراجعت الاستثمارات والتنمية بنسبة 50% في العقد الماضي، وتواجه البلاد مجموعة متنوعة من التحديات الداخلية والخارجية".
غارات مستمرة
في المقابل كشفت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، أن المقاتلات الإسرائيلية شنت في 8 حزيران/ يونيو الماضي، غارات على منشآت لصنع الأسلحة الكيميائية في سورية.
وقالت الصحيفة: إن الطائرات الحربية الإسرائيلية استهدفت ثلاث منشآت عسكرية بالقرب من مدينتَيْ دمشق وحمص، ما أسفر عن مقتل سبعة عناصر من قوات الأسد والميليشيات الإيرانية، "من بينهم عقيد ومهندس عمل في مختبر عسكري سوري سري للغاية".
جدير بالذكر أن الميليشيات الإيرانية توغلت في مناطق جنوب سورية وخصوصاً في محافظة "درعا" وسط شن الطيران الإسرائيلي غارات جوية استهدفت مواقعها في سورية.