علق مسؤولون وسياسيون أتراك على الأحداث التي شهدتها العاصمة التركية أنقرة، يوم أمس الأربعاء، وأعمال الشغب التي اندلعت ضد اللاجئين السوريين.
وانتقد رئيس حزب العدالة والتنمية في إسطنبول، عثمان كاباك تبه، الاعتداءات العنصرية بحق اللاجئين السوريين، ودعا إلى نبذ الكراهية وعدم الانجرار وراء الدعايات التحريضية.
وقال: "الاعتداءات العنصرية المشابهة للاعتداءات التي كانت تحرق قلوبنا ضد الأتراك في أوروبا لا تليق بهذه الأرض أبداً، هنا الأناضول، في تربتها الرحمة، نار الكراهية هذه ستحرقنا جميعاً، لنهزم الكراهية بالحب الذي يجمعنا جميعاً، والغضب بالتسامح".
من جانبه، قال رئيس بلدية منطقة "ألتنداغ" التي دارت فيها الأحداث، عاصم بالجي: "بينما نعيش الألم لحظة دفن أميرهان (الشاب الذي قتل على يد لاجئ سوري) آلمتنا كثيراً الأحداث غير المرغوبة التي وقعت في منطقتنا، نستطيع اجتياز أي محنة بالتوحد والاتفاق، ولدينا الكثير من الشواهد التاريخية على هذا"، مشدداً على ضرورة التعقل والهدوء في الوقت الحالي.
بدوره، دعا رئيس حزب "الشعب" الجمهوري المعارض، كمال كليجدار أوغلو، المواطنين الأتراك إلى الهدوء والتعقل، وعدم السماح للمحرضين باستغلالهم، وتوعد بمحاسبة الأشخاص المسؤولين عن تلك المشاكل، وبإعادة اللاجئين السوريين إلى بلادهم و"هم سعداء".
وفي تعليقه على الحادثة، أعرب رئيس حزب "المستقبل" أحمد داود أوغلو، عن ألمه لمقتل الشاب أميرهان، ودعا إلى محاسبة القتلة بأشد العقوبات، وعدم استهداف السوريين لكونهم فقط من جنسية القاتل، معتبراً أن ذلك لا يمكن القبول به.
وشدد رئيس حزب "الديمقراطية والتقدم" علي باباجان، على أن الجريمة التي وقعت يوم أمس الأربعاء فردية، داعياً الحكومة والمعارضة إلى تحمل مسؤولياتهم في مسألة اللاجئين، قائلاً: "هذه المسألة ليست أداة انتخابية، والفوز بانتخابات لا يجب أن يؤدي إلى خسارة الدولة كلها".
ودعا رئيس بلدية "أنقرة الكبرى" منصور ياواش، المسؤولين الأتراك إلى اتخاذ إجراءات عاجلة تسهل عودة السوريين إلى بلادهم "قبل أن تتحول هذه الأحداث إلى وضع خارج عن السيطرة"، مشيراً إلى أن البلدية سنقوم برفع عدد عناصر الأمن في المنتزهات والأماكن العامة.
واعتبر نائب رئيس حزب "الجيد" المعارض، ياووز أغر علي أوغلو، أن حل مشكلة اللاجئين هي أهم مسألة بالنسبة لحزبه، مضيفاً أنه في حال الفوز بانتخابات الرئاسة ستتم "إعادة ضيوفنا إلى بلادهم وهم سالمون".
يذكر أن العاصمة التركية أنقرة شهدت يوم أمس أعمال شغب وهجمات ضد ممتلكات السوريين، بسبب شجار بين مراهقين من كلا الجنسيتين تطور إلى استخدام الأسلحة البيضاء، وقد أوقفت السلطات الأمنية 76 شخصاً من المتورطين بالهجوم على منازل ومحال السوريين.