بحسب الخارجية الأمريكية فإن المبعوث الأمريكي إلى إيران روبرت مالي في طريقه لإجراء محادثات نووية، حيث يزور موسكو وباريس هذا الأسبوع لإجراء محادثات حول برنامج إيران النووي وضرورة التوصل بسرعة إلى تفاهم وتنفيذ ذلك التفاهم بشأن العودة المتبادلة إلى الامتثال لخطة العمل الشاملة المشتركة (JCPOA).
خلفية السياق: انسحبت إدارة ترامب من الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015 في أيار/ مايو من عام 2018، وأعطت إدارة بايدن أولوية قصوى للتفاوض بشأن عودة إيران إلى الاتفاقية، لكن الاجتماع الأخير غير الحاسم بين أطراف خطة العمل الشاملة المشتركة -بما في ذلك الاتحاد الأوروبي وروسيا والصين- الذي عُقد في 20 حزيران/ يونيو يُظهر أن الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، الذي أدى اليمين في 3 آب/ أغسطس، ليس في عجلة من أمره لاستئناف المحادثات.
وقال رئيسي في اتصال هاتفي مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في الخامس من أيلول/ سبتمبر "ليس لدينا اعتراض على مفاوضات مفيدة، لكن برنامج ونتائج المفاوضات يجب أن يكونا رفع العقوبات عن إيران، فالتفاوض من أجل التفاوض هو أمر غير مجدٍ".
تواصل إيران تخزين اليورانيوم عالي التخصيب الذي يمكن استخدامه لصنع أسلحة نووية في انتهاك لخطة العمل الشاملة المشتركة، وفقًا لتقرير سري صدر هذا الأسبوع عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وهي منظمة مراقبة ذرية تابعة للأمم المتحدة.
وتقول الوكالة الدولية للطاقة الذرية إن أنشطة المراقبة والتحقق التي تقوم بها قد "قُوضت بشكل خطير" من جراء تصرفات إيران.
فمنذ أكثر من شهر في الرابع من آب/ أغسطس، وهو اليوم التالي لتنصيب رئيسي، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية نيد برايس إن المحادثات "لا يمكن أن تطول إلى ما لا نهاية لأنه في مرحلة ما فإن التطورات في برنامج إيران النووي سوف تتجاوز المزايا التي ستوفرها خطة العمل الشاملة المشتركة.
في الحقيقة فإن إسرائيل تشكك بوجود خطة بديلة لإيران، فقد أوضح الرئيس الأمريكي جو بايدن "التزامه بضمان عدم قيام إيران مطلقًا بتطوير سلاح نووي" في اجتماع مع رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت في 27 آب/ أغسطس. وعلى الرغم من أن تصريح بايدن لقي استحسانًا في إسرائيل إلا أن ميكي أهارونسون وهو باحث في معهد القدس للإستراتيجية والأمن يقول إنه "ليس من الواضح ما هي الخطة الأمريكية ب في حالة فشل المفاوضات، ثم إن هناك الكثير في إسرائيل ممن يشكك بمدى صوابية خطة العمل الشاملة المشتركة بسبب التقدم الأخير الذي حققته إيران في التخصيب". وعلى الطرف الآخر قال رئيسي في شهر آب/أغسطس إنه "سيدعم أي خطة دبلوماسية" لرفع العقوبات عن إيران. لكن الوقت قصير ويقصر ، ولكي تمضي الدبلوماسية قدماً ، تحتاج الولايات المتحدة إلى إشارة إيجابية من إيران، لكن حتى الآن لا يبدو أن هناك أي إشارة قادمة، لذلك دعونا نرى ما إذا كانت روسيا مستعدة أو قادرة على تحريك الكرة بعد اجتماعات مالي في موسكو. وكما كتبنا في آب/ أغسطس، لا يزال لدى رئيسي، الذي لم يعارض خطة العمل الشاملة المشتركة خلال الحملة الانتخابية الرئاسية، حوافز قوية لإبرام صفقة وهي آفاق الاستثمار الاقتصادي والتجارة التي ستنجم عن تخفيف العقوبات ودعم سياسي (حيث كانت خطة العمل الشاملة المشتركة تحظى بشعبية) وأن معظم الأعمال أنجزها سلفه حسن روحاني ووزير الخارجية السابق محمد جواد ظريف. لكن كل هذا لا يعني أن الصفقة وشيكة أو قريبة، ولكن ذلك يعني أنها لا تزال حيّة.
المصدر: المونيتور / ترجمة: عبد الحميد فحام