نداء بوست- سليمان سباعي- حمص
في مدينة لا يكاد يخلو شارع منها من آثار الدمار وتهالُك الأبنية التي تسبب بها القصف الجوي الذي تعرضت له من قِبل طائرات ومدفعية النظام سابقاً، تعصف بين أزقّتها وشوارعها معالم الحياة ورغبة سكانها البسطاء في الاستمرار بالعيش بين أنقاض مدينتهم باحثين عن سُبل عيشهم بما تبقّى لديهم من المدينة في ظل ظروف اقتصادية ومعيشية صعبة يعاني منها معظم قاطني مناطق سيطرة النظام في حمص.
لجأت بعض النسوة والفتيات في مدينة “تلبيسة” لابتكار نشاط للوقوف جنباً إلى جنب مع الرجل “ربّ الأسرة” لإعانته على تلبية متطلبات عائلاتهم اليومية يهدف لنقل المرأة من الاستهلاك إلى الإنتاج إضافة لتعزيز دور المرأة الريفية وتمكينها في شتى المجالات.
مراسل “نداء بوست” في حمص نقل عن السيدة “سميرة” مديرة مركز تدريب النساء لصناعة الحرف اليدوية في مدينة “تلبيسة” قولها: إن “الفكرة الحالية تهدف لتوفير الخدمات التي تؤدي إلى تمكين المرأة على المستوى الاقتصادي والاجتماعي، وتأهيل وزيادة خبراتها ومهاراتها ليصبح لها دور أكثر فعّالية في بناء المجتمع وللوقوف إلى جانب الرجل في محنته التي يتعرض لها يومياً من خلال تأمين لقمة العيش الكريم في ظل هذه الأوضاع الصعبة”.
وأضافت أن مركزها البسيط يعمل على تقديم مجموعة من الدورات الموجهة للنساء المتمثلة بتعلم فن التطريز وإعادة التدوير فضلاً عن صناعة الإكسسوارات بشكل يدوي مبسط.
إسراء امرأة متزوجة من أحد شبان المدينة والذي لا يجرؤ على الخروج منها بسبب وجود نشرة شرطية بحقه نظراً لتخلُّفه عن الالتحاق بالخدمة ضِمن قوات النظام قالت: إن “الوضع الأمني لزوجها دفعها للمشاركة ضِمن الدورة النسوية التي تم الإعلان عنها من قِبل بعض النسوة الراغبات بتعزيز مهاراتهن ضِمن المدينة، مشيرة بأنها حصلت على التشجيع من قِبل والديها إذّ إنه يترتب على المرأة الوقوف جنباً إلى جنب مع زوجها طالما لديها القدرة على ذلك”.
من جهتها قالت السيدة “أم عمر”: إن النساء الريفيات يمتلكن الوقت والفراغ، الأمر الذي يجب أن يتم استغلاله في مثل هذه الدورات البسيطة و”المفيدة مادياً” لتعلم مِهَن الخياطة وإعادة تدوير الملابس فضلاً عن حرفة صناعة الإكسسوارات اليدوية التي تتمتع بسهولة ببيعها ضِمن الأسواق، بالوقت الذي تستطيع المرأة العمل من منزلها بعد تعلُّمها.
مضيفة أن المرأة السورية ما تزال تبرهن على أنها قادرة على تجاوُز مِحَن الحروب التي فُرضت عليها من خلال تحدِّي جميع الصعاب والضغوطات التي تواجهها، وتستطيع ممارسة حياتها بشكل طبيعي وتحصل على حقها في التعليم والعمل وهي أُمّ وزوجة وعاملة وربة منزل، طالما أن هناك إرادةً حقيقيةً من قِبلها لفعل ذلك الأمر.