نداء بوست – سليمان سباعي- حمص
نجحت القيادة السياسية لميليشيا "الحرس الثوري الإيراني" على مدى الأعوام الثلاثة الأخيرة في استقطاب شريحة واسعة من أبناء محافظة حمص وريفها، والزجّ بهم ضمن مرتبات قواتها في البادية السورية، وفي ريف حماة الشرقي، مستغلةً تردي الأوضاع المعيشية ضمن مناطق سيطرة الأسد، وذلك لقاء رواتب مالية شهرية تتراوح ما بين 140-180 ألف ليرة سورية.
وتمثّلت الخدمة العسكرية في صفوف ميليشيا "الحرس الثوري" بإنشاء نقاط حراسة متطرفة عن مباني القياديين الإيرانيين في ريف حمص الشرقي، تحسباً لأي هجوم محتمل قد يشنّه مقاتلو تنظيم الدولة، ولطالما كان العنصر البشري من أبناء محافظة حمص هم الخاسر الرئيسي لأرواحهم مقارنة مع الميليشيات المتواجدة في المنطقة من حملة الجنسيات الأجنبية. مُراسل "نداء بوست" في حمص قال: إن المسؤول العسكري عن "مركز التليلة" أحد أكبر المحميات العسكرية الإيرانية شرق حمص قام بإرسال دفعة من أبناء المنطقة إلى مدينة "البوكمال" بهدف إلحاقهم بدورات ضِمن مقر "منظمة الجهاد والبناء" التابعة للحرس الثوري الإيراني.
وأشار مُراسلنا إلى أن عدد الملتحقين بلغ نحو خمسة وثلاثين شخصاً كدفعة أولية، وذلك لقاء مغريات مالية جديدة حُدّدت بمنحة إضافية مقدراها 100 دولار أمريكي لكل شخص يخضع للدورة. وتسعى إيران إلى توسيع نفوذها في مدينة حمص على حساب تفريغ المنطقة من شبابها من خلال إلحاقهم بمعسكراتها القتالية في ريف حمص، ودير الزور والتي تعمل على زجّهم في الصفوف الأولى لمواجهة تنظيم "داعش"، الذي يشنّ بين الحين والآخر هجمات مباغتة على مواقعها المنتشرة في البادية السورية.