نداء بوست- عبدالله العمري- الحسكة
ما تزال مدينة "رأس العين" في شمال شرق سورية تعاني من أوضاع صحية سيئة للغاية أدت إلى انتشار العديد من الأمراض والأوبئة في المدينة.
ولعل أبرز هذه الأمراض مرض "الليشمانيا" أو ما يسمى محلياً "حبة السنة" وللوقوف على تداعيات هذا المرض التقى مراسل "نداء بوست" في المنطقة الشرقية الأستاذ راكان الجلود مدير الصحة في المجلس المحلي لمدينة رأس العين والذي تحدث لنا عن المرض حيث قال: إن "أسباب داء الليشمانيا الجلدي تعود لاختراق طفيليات أحادية الخلية من نوع الليشمانيات إلى الجلد وذلك من جراء لسعة ذبابة الرمل لذلك تتركز الجروح غالباً في المناطق المكشوفة في الجسم مثل منطقة الوجه والأطراف".
وعن أسباب انتشار المرض في المنطقة تحدث قائلاً: إنها "ضعف المساكن والظروف الصحية المنزلية مثل الافتقار إلى إدارة النفايات أو الصرف الصحي المفتوح بالإضافة إلى زيادة تكاثر ذبابة الرمل ووصولها إلى البشر حيث تنجذب ذبابة الرمل إلى المساكن المزدحمة؛ لأنها توفر مصدراً جيداً لوجبات الدم. وأضاف أن سوء التغذية يلعب دوراً مهماً في الإصابة، حيث تزيد الأنظمة الغذائية -التي تفتقر إلى البروتين والطاقة والحديد وفيتامين (أ) والزنك- من خطر انتقال العدوى إلى مرض كامل النضج".
وعن الخطوات التي تتخذها مديرية الصحة التابعة للمجلس المحلي في ظل مكافحة انتشار هذا المرض فقد قال بأن المديرية افتتحت العديد من المراكز الصحية ونقاط معالجة الليشمانيا في المدينة والريف، حيث تم افتتاح المركز الصحي في بلدة "المناجير" بإشراف مديرية الصحة لعلاج مصابي الليشمانيا، منوهاً بأن دوام العيادة السبت والإثنين والخميس أيضاً وتم افتتاح نقطة طبية لعلاج المرضى بقرية "مضبعة" الواقعة بالريف الشرقي لمدينة رأس العين.
حيث تغطي هذه المنطقة كامل الريف الشرقي وافتُتح أيضاً مركز صحي في قرية "المبروكة" في الريف الغربي للمدينة، وافتُتحت نقاط طبية لعلاج مرضى "اللشمانيا" في قرى "الدهماء" و"الدويرة " وبإشراف مباشر من مديرية الصحة، حيث تم تزويد النقاط بالعلاج والمستلزمات الطبية اللازمة، وذلك من أجل تخفيف العبء على المصابين بتجنيبهم مشقة البُعد عن مركز المدينة حيث كان العلاج مقتصراً على مركزَي "الأمين" الصحي في المدينة ومركز "مختلة" الصحي في الريف الغربي.
وتشهد الأوضاع الصحية في مدينة "رأس العين" تراجعاً مستمراً وانتشاراً للعديد من الأمراض والأوبئة، نتيجةَ قلة الرعاية الصحية وغياب المنظمات الصحية عن المنطقة وشُحّ المياه وازدياد نسبة التلوث فيها نظراً لعدم وجود التعقيم اللازم.