نداء بوست -محمد جميل خضر- عمّان
نفت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأنباء التي تداولها عدد من المواقع الإخبارية بخصوص انقطاع الاتصال مع أحد دبلوماسيي سفارة المملكة الأردنية الهاشمية في جمهورية كازاخستان.
وأكّد الناطق الرسمي باسم الوزارة السفير هيثم أبو الفول أن خلية الأزمة التي تمّ تفعيلها بالوزارة، على إثر الأحداث والتطورات التي تشهدها كازاخستان، قد تمكّنت من إجراء العديد من الاتصالات مع رئيس البعثة وموظفي السفارة، إضافة إلى أفراد الجالية الأردنية الموجودين في عدة مناطق كازاخية وذلك عبر وسائل الاتصال المختلفة، علماً أنّ الاتصالات الهاتفية الدولية تشهد انقطاعات نظراً للظروف الحالية التي تمر بها كازاخستان.
وعبّر الناطق الرسمي عن استغرابه من نشر معلومات مضللة، وأهاب بوسائل الإعلام بضرورة تحري الدقة والتأكد من مصداقية المعلومات والأخبار قبل أن يُصار إلى نشرها، وأن الوزارة مُمثلة بالناطق الرسمي وغرفة عملياتها تعمل على مدار الساعة، بما في ذلك الإجابة على الاستفسارات الصحافية.
وشدد على أن الوزارة تعمل بشكلٍ مؤسسي ومنظم ومن خلال التنسيق المستمر ما بين مركز العمليات في الوزارة والسفارة الأردنية في العاصمة نور سلطان، لمتابعة أوضاع وأحوال المواطنين الأردنيين الموجودين في جمهورية كازاخستان والاطمئنان عليهم.
في سياق متصل أعلن أبو الفول أن السفارة الأردنية في نور سلطان عاصمة كازاخستان، تمكّنت، خلال اليومين الماضيين، من التواصل مع 200 طالب أردني من أصل 800 يدرسون في ألماتي وكركندي إضافة للعاصمة نور سلطان.
وأضاف أبو الفول لقناة "رؤيا" أن الطلبة الأردنيين هناك يعانون من انقطاع الإنترنت وخدمات الاتصال الأرضية، بسبب الأحداث الجارية هناك، منذ يوم الأحد الماضي.
وتشهد كازاخستان منذ الأحد 2 يناير/كانون الثاني 2022، مظاهرات عنيفة، قتل فيها العشرات. وظل هذا البلد النفطي الواقع في آسيا الوسطى والمنبثق عن الاتحاد السوفياتي سابقاً، بعيداً عن الأضواء، وتعرّف عليه العالم العربي خاصة عند احتضانه لمفاوضات السلام السورية، إذ برز اسم العاصمة أستانا قبل أن تتحول إلى نور سلطان. لكن مظاهر العنف والقتل التي تداولتها وسائل الإعلام العالمية أعادته إلى الساحة الدولية، ليحاول العالم التعرف على ما يجري فيه. على وجه العموم تطرح أحداث كازاخستان أسئلة كثيرة حول ما يحدث حقيقة هناك، وحول خلفيات هذه الأحداث.
ويذكر أن رئيس كازاخستان قاسم جومارت توكاييف أطلق أمس الجمعة، العنان لرجال أمنه، وسمح لهم بإطلاق النار "دون إنذار مسبق" لوضع حد لأعمال الشغب الفوضوية التي تهز البلاد. وهو ما يذكرنا ببدايات الثورة السورية، عندما واجه نظام الأسد المظاهرات السلمية في درعا وحمص بالرصاص الحي نحو الصدور والرقاب والوجوه.
تماهٍ آخر بين النظامين، أن توكاييف طلب سند القوات الروسية تماماً كما فعل بشار الأسد.
كما يُشتمّ، أخيراً، رائحة صراعات داخل مكونات النظام الذي يقبض توكاييف على أزراره بالنار والحديد، وهو ما يذكرنا بتفجير خلية الأزمة في دمشق عام 2012.
Author
-
روائي وإعلامي فلسطيني/أردني..مُعِدّ ومنتج تلفزيوني.. صدر له ثلاث روايات وأربع مجموعات قصصية