"نداء بوست" -أخبار سياسية- رزق العبي
قالت مصادر مقرّبة من النظام السوري: إنّ الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، لم يكن راضياً عن الكثير من الأمور الخاصة بالملف السوري، وأراد طرحها على بشار الأسد، في اللقاء الأخير الذي جرى في العاصمة الروسية موسكو، وذلك في زيارة غير معلنة.
وأكّدت المصادر أنّ الرئيس فلاديمير بوتين، غير راضٍ عن أداء بشار الأسد في إدارة شؤون البلاد، إضافة إلى عدم قدرة الأسد على حل الأزمة الاقتصادية، وهو ما تحدّث به بوتين في اللقاء.
وتضيف المصادر أنّ ثقة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالأسد باتت معدومة، وذلك بعد فقدان الأسد القاعدة الشعبية في سورية بالأخصّ في محافظتَي درعا والسويداء، عِلاوة على عدم قدرة حكومة الأسد تلبية المصالح الروسية في سورية.
يُذكر أنّ الدعم العسكري الروسي لنظام الأسد ساهم في شكل كبير في استعادة الأراضي التي خسرها لصالح المعارضة التي سعت إلى الإطاحة به منذ 2011.
ورأى متابعون أنّ نظرات بوتين للأسد في الصور التي نُشرت كانت بمنزلة "توبيخ"، بسبب الفساد المستشري في البلاد، وعدم قدرة الأسد على القيام بأي إجراءات لمكافحته، زيادة على عدم محاسبة المسؤولين عن الانهيار الحاصل في البلاد بسبب الفساد.
بالتوازي، قالت مصادر من موسكو: إنّ "الرئيس الروسي، وجّه ملاحظات عن عمل حكومة الأسد التي لا تقدّم سوى الوعود الكاذبة، والقرارات التي باتت عبئاً على المواطن السوري، واعتبرها أحد أسباب انهيار اقتصاد البلاد، ولم تقدم أي إنجاز منذ سنوات".
وتؤكد المصادر أن الرئيس بوتين، أبلغ الأسد أن "الوضع في سورية أصبح مخجلاً أمام المجتمع الدولي؛ لأنّ الأسد لم يفِ بوعوده أمام الشعب السوري التي وعدَ بها منذ بداية الحرب".
وألمحت مصادر أخرى إلى أنّ كلام بوتين، مع الأسد عن ضرورة أن ينهض بالبلاد ويعيد إعمارها، هو بمنزلة تهديد بوقف الدعم الروسي، وتغيير الموقف السياسي منه، والإطاحة به، في حال لم يتمكن الأسد من تنفيذ الإصلاحات السياسية، والاقتصادية، وإحراز تقدم في عملية صياغة الدستور في سورية.
وفور عودته من موسكو، عقد الأسد اجتماعاً مع أعضاء حكومته في رئاسة مجلس الوزراء، حسب مصادر مقربة من الحكومة.
وقد أظهر الأسد عدم رضاه عن الوضع في البلاد، وألقى اللوم على الحكومة أثناء اجتماعه، وأنها لا تستطيع التخلّص من مشاكلها المتعلقة بالفساد، وأكد على أنّ تشكيل حكومة جديدة قد يكون حلّاً أيضاً.
يشار إلى أنّ تغير أعضاء الحكومة منذ بداية الحرب في سورية، لم يغيّر الوضع في البلاد، بل زاد سوءاً من الناحية الاقتصادية والاجتماعية. فيما يؤكد غالبية السوريين على أن المشكلة الأساسية هي من النظام الحاكم نفسه وليس من الحكومة.
ويعتقد كثيرون أنّ "هناك إشارات ودلائل حول احتمال تخلّي روسيا عن رئيس النظام السوري، والتي من شأنها أن تدفع الأسد إلى إجراءات جدّية في البلاد، فقد كان كلام بوتين كان للأسد بأن سورية لا يمكن أن تتخلص من مشاكلها إلا عبر تنفيذ الإصلاحات ومكافحة الفساد، وأن عناد الأسد بإعاقة عملية صياغية الدستور وعدم إجراء الإصلاحات، قد أغضب روسيا كثيراً، وقد يتم حجب الثقة عنه، حيث إن موسكو نفد صبرها وتكاد تفقده إزاء إدارة الأسد لشؤون بلاده".