“نداء بوست” – رزق العبي – أنقرة
تتوجه أنظار ملايين السوريين في شمال سورية، اليوم الأربعاء، إلى “سوتشي” بروسيا، حيث تستضيف المدينة أول لقاء حضوري بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره التركي رجب طيب أردوغان منذ آذار/ مارس عام 2020.
لماذا سورية؟
أعلنت كلّ من أنقرة وموسكو خلال الساعات والأيام الماضية، أنّ لقاء “بوتين- أردوغان” سُيركّز بشكل أساسي على الملف السوري، لا سيما إدلب التي تشهد تصعيداً من نظام الأسد وروسيا وسط مطالب تركية وأممية أيضاً بالهدوء في المحافظة التي تأوي ملايين السوريين من سكّان ونازحين من مناطق أخرى من البلاد.
دائرة الاتصال بالرئاسة التركية أعلنت في بيان يوم أمس الثلاثاء، أن أردوغان سيتوجه إلى روسيا الأربعاء في زيارة عمل تلبية لدعوة من بوتين، مشيرة إلى أن الجانبين سيبحثان العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية بما في ذلك سورية وليبيا.
كذلك أكدت الرئاسة الروسية (الكرملين) أن أجندة محادثات اليوم ستشمل مناقشة مختلف المسائل المتعلقة بالتعاون بين موسكو وأنقرة في المجالات السياسية والتجارية والاقتصادية، بالإضافة إلى تبادُل الآراء بشكل مفصَّل إزاء ملفات دولية ملحّة، منها التطورات في سورية وليبيا وأفغانستان وجنوب القوقاز.
وبحسب ما أعلنت موسكو، فإنه “من المقرر أن تُجرى المحادثات وراء أبواب مغلقة باستثناء «البروتوكول»، دون أن يدلي الزعيمان بتصريحات للصحافيين في أعقابها”.
في إدلب ينتظر السوريون هناكَ بين يائس من إيجاد حلّ، وفريق آخر يتخوّف من انفراد جديد للنظام السوري بمناطق في ريف المحافظة، خصوصاً مع تكثيف القصف، فيما يبدو أنّ كل الاحتمالات مفتوحة.
خارطة طريق
صحيفة “يني شفق” التركية، المقربة من حزب “العدالة والتنمية” الحاكم، أكّدت أن الرئيسين التركي رجب طيب أردوغان والروسي فلاديمير بوتين سيبحثان خارطة طريق حول إدلب مؤلفة من عدة نِقاط.
وقالت الصحيفة: إن ملف إدلب سيكون أهم بند على جدول أعمال اللقاء الذي سيجريه الرئيسان في 29 أيلول/ سبتمبر الحالي.
وأضافت: أن أردوغان وبوتين سيناقشان خارطة طريق تتعلق بملف إدلب بشكل عامّ، ومن ضِمنها وضع نِقاط المراقبة التركية، ومراجعة وضعها ومواقعها تماشياً مع التطورات الجديدة.
كما سيتم “تقييم الحاجة إلى إعادة تنظيم نِقاط المراقبة الـ12 بطريقة أكثر تحصيناً وأفضل حماية، وتضمنُ الأمنَ في إدلب”، وَفقاً للصحيفة.
وسيبحث الزعيمان ضرورة إحياء الدوريات التركية الروسية المشتركة “لمواجهة التهديد المتزايد في المنطقة، وتفعيل أنظمة المراقبة”، و”مراجعة الخطوات التي يمكن اتخاذها بشأن المنظمات في المنطقة والدول الداعمة لها”.
كذلك أشارت الصحيفة، إلى أن الاجتماع سيتناول أيضاً وضع خطة عمل جديدة تجاه المنظمات “الإرهابية” المدرجة على مذكرة “سوتشي”، وإزالتها من إدلب بالشراكة بين تركيا وروسيا.
وأيضاً سيتم الحديث عن أهمية وقف هجمات النظام السوري والميليشيات الإيرانية ضد المدنيين في إدلب، والالتزام بوقف إطلاق النار، وضمان الاستقرار لوقف موجات الهجرة وزيادة الأمن في المنطقة.
ومن المتوقع أيضاً أن يتم التأكيد على أهمية وحدة الأراضي السورية وإعادة اللاجئين وإجراء انتخابات نزيهة في بيئة آمِنة تحت إشراف الأمم المتحدة، إضافة إلى التأكيد على الالتزام باتفاقيتَيْ “أستانا” و”سوتشي” وإزالة الإشكاليات التي تعيق تنفيذهما.
على صعيد آخر، أشارت الصحيفة إلى أن أردوغان سيناقش مع بوتين هجمات “قسد” ضدّ المناطق الآمنة شمالي سورية، ورغبة تركيا في القضاء على وجود “قسد” في “تل رفعت” و”منبج” و”تل تمر” و”عين عيسى”.