"نداء بوست"- عواد علي- بغداد
صرح وزير الموارد المائية العراقي مهدي رشيد الحمداني، اليوم السبت، بأنه كان يتمنى الاتفاق مع إيران بخصوص الحصص المائية وَفْق المواثيق الدولية. وفسّر مراقبون غياب الحديث عن أيّ تطورات بشان التباحث مع الجانب الإيراني بأنه يؤكد، على نحو كامل، عجز العراق عن الحصول على شيء من إيران حتى لو بالحد الأدنى، حيث لم تحصل بغداد حتى على تطمينات من الجانب الإيراني بهذا الصدد.
وعقب هذا السكوت الذي سبقه الكثير من التحركات العراقية، من قَبيل تلويح وزير الموارد المائية بتقديم شكوى لدى الأمم المتحدة والمجتمع الدولي ضد إيران، والحديث عن تقديم مقترح لإنشاء سد مشترك مع إيران في شط العرب، وغيرها من المحاولات العراقية، التي يبدو أنها "باءت بالفشل"، دون توضيح صريح من وزارة الموارد المائية لمصير المباحثات. لكن هذا السكوت يبدو أنه يوشك على الانتهاء عندما فجر الوزير اليوم السبت، وبكل صراحة، حقيقة عدم الوصول إلى أي شيء يتعلق بالمياه مع الجانب الإيراني.
وقال الحمداني في تصريحات خلال ورشة أقامتها في بغداد منظمة "أبسو" لاستدامة المياه اليوم السبت: إن "هدف الوزارة الأساسي هو التوصل إلى اتفاقيات مع دول المنبع، وخاصةً تركيا، والعراق نجح إلى حد كبير خلال أقل من عام في التوصل لاتفاقيات مع تركيا".
إلا أن الوزير استدرك، وبشكل واضح، ليؤكد غياب التفاهم التامّ مع إيران، قائلًا: "كنا نتمنى التوصل إلى تفاهُمات مع الجارة إيران بخصوص الحصص المائية وَفْق المواثيق الدولية".
هذا الاستدراك، الذي كثيراً ما انتظرته الأوساط الشعبية والإعلامية في العراق، يُعد إعلاناً صريحاً عن رفض الجانب الإيراني أي تفاهُم مع العراق بهذا الصدد، وتكذّب "حسرات الوزير"، بشكل واضح، البيان الهامشي الذي أصدرته الوزارة خلال مرافقة وزير الموارد المائية للكاظمي في زيارته إلى إيران الأسبوع الماضي، حيث جاء في البيان حينها أن "وزير الموارد المائية مهدي رشيد الحمداني يشارك في الوفد الوزاري رفيع المستوى برئاسة رئيس مجلس الوزراء مصطفى الكاظمي الذي يزور الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وعلى هامش الزيارة عقد الوزير جولة مباحثات مع محمد تقي خامسي مساعد وزير الطاقة والمسؤول عن ملف المياه، وبحضور مستشارة وزير الطاقة لشؤون المياه صديقة ترابي”.
وأضاف البيان أن “المباحثات تركزت حول ضرورة تقاسُم الضرر مع ضرورة تكثيف الاجتماعات على المستوى الفني لحل الإشكالات كافة في موضوع المياه”.
ويأتي هذا التصريح "المحبط" من وزير الموارد، الذي يؤكد أن "العراق كان يأمل التوصل إلى اتفاق مع إيران"، بعد جولة من التهديدات التي خاضها الوزير لرفع شكوى في المجتمع الدولي ضد إيران، لكن دون جدوى، ولم يُقدم العراق على هذه الخطوة، فضلًا عن عدم الحصول على أي إجابة بشأن المقترحات المختلفة التي تحاول الوزارة تقديمها إلى الجانب الإيراني.