المصدر: هآرتس ترجمة: عبدالحميد فحام
يشعر كل من الحكومة والمؤسسة العسكرية الإسرائيلية بخيبة أمل متزايدة من نهج أمريكا لاستئناف المفاوضات بشأن برنامج إيران النووي.
وقد فشل البلدان مرة أخرى في بناء جسور لتجاوُز الخلافات في مواقفهما في الحوار الإستراتيجي الأسبوع الماضي في واشنطن، بقيادة مستشاري الأمن القومي للبلدين. وعلى الرغم من وصف المحادثات رسمياً بأنها إيجابية ومفيدة، إلا أنه لا يوجد اتفاق بين الطرفين حول ما يجب القيام به.
لقد أوصت إسرائيل إدارة بايدن بإعداد خطة بديلة لما ستفعله إذا استمر الإيرانيون في رفض التفاوض. واستمرت الاتصالات الأولية حول استئناف المحادثات بشكل متقطع منذ تنصيب الرئيس الأمريكي جو بايدن في كانون الثاني/ يناير، على الرغم من تعليقها خلال الصيف بسبب الانتخابات الرئاسية الإيرانية، التي فاز بها الرجل المُحافظ "إبراهيم رئيسي".
إسرائيل تريد على وجه التحديد من واشنطن أن تُعِدّ خططاً لفرض عقوبات مُرهِقة إضافية على إيران، نظراً لانتهاكات طهران المستمرة للقيود المفروضة عليها بموجب الاتفاق النووي الأصلي لعام 2015. لكن الإدارة غير مُتحمسة لهذه الفكرة. ولم يُشِرْ مساعدو بايدن إلى أي نية للضغط على إيران بشكل مباشر وعلني، أو تنظيم عرض عسكري للقوة في الشرق الأوسط، وهي فكرة أخرى تعتقد إسرائيل أنها تستحق الدراسة.
ومع ذلك، قال مسؤولو دفاع إسرائيليون إن الأمريكيين أصبحوا على الأقل أكثر تعاطفاً مع تحليلات المخابرات الإسرائيلية بشأن التقدم الذي تمّ إحرازه في البرنامج النووي الإيراني.
وفي لقاء الوداع مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، التي وصلت إلى إسرائيل يوم الأحد، قال رئيس الوزراء نفتالي بينيت: إن على إسرائيل أن تتأكد بشكل إجرائي من عدم حصول إيران على أسلحة نووية. وحذّر من أن "البلطجة" الإيرانية في المنطقة ستزداد سوءاً فقط إذا حصلت طهران على القنبلة.
وقالت ميركل: إن الأسابيع المُقبلة ستكون حاسمة بالنسبة للقضية الإيرانية، مضيفة أن التهديد الإيراني يجب أن يُؤخَذ على مَحمل الجد وأن كل شيء يجب القيام به لضمان عدم حصول إيران على أسلحة نووية. وتحقيقاً لهذه الغاية قالت: من الضروري استئناف المفاوَضات المباشرة مع طهران.
دِفْء العلاقات السورية الأردنية
على الرغم من أنها لم تحظَ باهتمام كبير في إسرائيل بعد، إلا أن الأسابيع القليلة الماضية شهدت بوادر مصالحة بين سورية والأردن، بعد عَقْد من العداء الذي بدأ مع اندلاع الحرب في سورية. فقد رفض رئيس النظام السوري لسنوات مسامحة الملك عبد الله ملك الأردن على حديثه العلني عن الجرائم التي ارتكبها النظام السوري، بل ودعمه لبعض التنظيمات الجهادية.
يبدو أن تحوُّل الأردن مرتبط بالتطورات الأوسع في المنطقة المتمثلة بـ "الانخفاض التدريجي" للقوات الأمريكية في سورية، وتراجُع اهتمام واشنطن بالشرق الأوسط وزيادة قوة المحور الشيعي، الذي تشكِّل سورية جزءاً منه. كل هذا ساعد في إثارة مبادرات عمّان المتزايدة وجعل البلد على استعداد لفتح صفحة جديدة مع جارتها الشمالية.
وتحدث عبد الله والأسد هاتفياً قبل أسبوع بعد أن زار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الشهر الماضي. كما كانت هناك مكالمة هاتفية بين وزير الدفاع السوري ورئيس الأركان الأردني. كما أنه من المقرر هذا الأسبوع أن تهبط أول رحلة أردنية منذ فترة طويلة في دمشق.
وتهتمّ موسكو بإصلاح العلاقة في إطار مساعيها لإعادة تشكيل الوضع في جنوب سورية بعد ارتفاع عدد حوادث العنف هناك هذا العام. وقد كثّف مقاتلو المعارضة هجماتهم مؤخراً على جيش الأسد، خاصة في منطقة "درعا"، حيث بدأ التحرك ضد الأسد في آذار/ مارس 2011. والأردن الآنَ قَلِق من الوضع على طول حدوده السورية أيضاً. وتهدف الخطة إلى استئناف التجارة عَبْر المعابر الحدودية بين البلدين، مما سيُمكّن أيضاً البضائع السورية من السفر عَبْر الأردن إلى دول الخليج. كما ناقش البلدان مؤخراً إرسال الغاز الطبيعي من مصر إلى سورية ولبنان عَبْر خط أنابيب أردني.
إسرائيل، التي دعت في الماضي إلى الإطاحة بالأسد في ظل المذابح الجماعية والفظائع الأخرى التي ارتكبها نظامه، تَخلَّتْ فِعْليّاً عن هذا الموقف منذ أن أعاد الروس سيطرة الدكتاتور على جنوب سورية. الهدف الرئيسي لإسرائيل في جنوب سورية هو إخراج الحرس الثوري الإيراني والميليشيات الشيعية ونشطاء "حزب الله".
وقد التقى بينيت وعبد الله في الأردن في أواخر حزيران/ يونيو كجزء من محاولة لتعزيز العلاقات الثنائية في أعقاب أزمة خطيرة في العلاقات لدى اقتراب نهاية ولاية رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو. وحتى لو لم تكن إسرائيل متحمِّسة للتقارب الأردني السوري، فربما لن تحاول التدخُّلَ فيه.