"نداء بوست"- بيروت
تعيش مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان أوضاعاً صعبة في ظل تفاقم الأوضاع الاقتصادية والمالي، وانهيار العملة الوطنية اللبنانية أمام سعر الدولار، وارتفاع الأسعار بشكل جنوني وخيالي، ناهيك عن فقدان المواد الأساسية والأدولية والمحروقات من الأسواق وتحكم السوق السوداء بالبلد.
وقال الناشط السوري أ.ع (فضل عدم ذكر اسمه لدواعٍ أمنية) لموقع "نداء بوست": إن "اللاجئين السوريين في لبنان يعانون من أوضاع صعبة جداً مع تدهور الأوضاع المعيشية في البلد، كما أنهم يتعرضون لمضايقات من قِبل بعض الأطراف والجمعيات وأيضاً الأشخاص".
وأشار في حديثه إلى أن "بعضهم يتعرض في عدد من المناطق إلى السرقة والاعتداء بالضرب، لإجبارهم على إخلاء المناطق وإعادتهم قسراً إلى سورية".
وأوضح الناشط أن "الجمعيات الإغاثية والمنظمات الحقوقية باتت تقصّر بواجباتها أمام اللاجئين السوريين وخفضت من قيمة المساعدات التي كانت تقدمها، حتى أن بعضها أوقف المساعدات والمعونات بشكل نهائي، حتى بات اللاجئ يعيش من قلة الموت".
وطالب السلطات اللبنانية في النظر إلى حال اللاجئ وكذلك المجتمع الدولي وتقديم المساعدة لهؤلاء اللاجئين الذين هربوا من بطش النظام السوري وإجرامه.
من جهتها قالت اللاجئة السورية "سُكينة": إنها "أتت إلى لبنان بعدما تأزّمت الأوضاع في سورية، واختارت لبنان لأنّ العيش فيه أفضل، لكن اليوم أصبحت الأحوال صعبة جداً".
وأشارت في حديث لموقع "نداء بوست" إلى أنها أرملة وأمّ لأربعة أولاد، ولا يوجد أحد لمساعدتها في إعالة عائلتها، وتأمين الغذاء والأدوية لأولادها، وشرحت لنا أنها تعمل في تنظيف المنازل، ومدخولها الشهري لا يتعدى الـ 800 ألف ليرة شهرياً وتسدد منه 400 ألف ليرة لبنانية شهرياً بدل إيجار للمنزل الذي تسكنه، والمتبقي لا يكفيها أكلاً وشرباً ودواءً لأولادها، وسط الظروف الاقتصادية الصعبة".
وأوضحت "سكينة" أنها قصدت عدداً من الجمعيات والمؤسسات ولكن أحداً لم يقدم لها أي مساعدة، وأردفت قائلة لنا: "سنموت من الجوع إذا لم يساعدنا أحد".
كذلك أكد "وسام" -وهو لاجئ سوري من دير الزور- أنه "قصدنا لبنان بسبب صعوبة الوضع في سورية، حيث نفتقر إلى مقومات الحياة، ولكننا بِتْنا بوضع يشبه ما كنا عليه في سورية، "نعمل ليلاً ونهاراً كي نؤمّن رغيف خبز لأطفالنا".
وأشار في حديثه أنه يعجز عن تأمين الأدوية لعائلته بسبب غلائها وحتى فقدان بعضها من الصيدليات، وتفضيل اللبناني عن اللاجئ السوري".
وأفاد وسام بأنه "أتمنى أن أغمض عينيَّ وأفتحهما ولا أجد نفسي هنا في لبنان وأن أجد نفسي وعائلتي في مكان آمن على كافة الأصعدة".
"علي" وهو أب لطفلين يقول لموقع "نداء بوست": إنه "بعد 10 سنوات من اللجوء أو الاغتراب وضعنا سيئ للغاية"، "لا نستطيع العودة إلى سورية، ولا يمكننا البقاء هنا؛ لأننا سنموت من الجوع".
جدير بالذكر أن الأمم المتحدة اعتبرت أوضاع اللاجئين في لبنان مزرية، إذ يعيش 90 في المئة منهم في فقر مدقع، ويعيش في لبنان أكثر من مليون لاجئ سوري مسجل لدى المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فيما تقدر الحكومة عددهم بـ 1.5 مليون، على خلفية الحرب في بلادهم منذ عام 2011.