نداء بوست -أخبار عربية- القدس
أطلق الأسير الفلسطيني ناصر أبو سرور، الذي أمضى 29 عاماً في سجون الاحتلال الإسرائيلي، ديواناً شعرياً بعنوان "السجن وأشياء أخرى"، يضم 25 قصيدةً شعرية تتوزع على 170 صفحة.
وأبو سرور بالغ من العمر 52 عاماً، يعود أصله إلى بلدة "بيت نتّيف" غرب مدينة الخليل، وهجر منها إلى مخيم "عايدة" للاجئين شمال بيت لحم.
وتنوعت قصائد الديوان بين السجون، والزنزانات، وتحدثَ عن الشهداء في الثلاجات، وعن اعتصامات الناس خارج السجن للتفاعل مع قضاياهم.
ويصفها الدكتور خليل عيسى أستاذ اللغويات المساعد في جامعة بيت لحم، لـ "الجزيرة نت"، وكأنها كتبت بعبارات مجبولة بألم السجون والزنزانات، وفيها تُشم رائحة الحديد، وقوة في التعبير عن القضايا التي طرحها الأسير أبو سرور. ويرى الدكتور عيسى أن ديوان الأسير أبو سرور نابع عن معارف متعددة، وقراءته من نوع السهل الممتنع، وبشكل متدفق، ويعبرُ عن شخصية بتجربة قوية متمكنة، وفيها "تناصات" كثيرة، في إشارة إلى أنه مُطلع وقارئ وينقل الأحداث بلغةٍ متمكنةٍ وتصويرٍ دقيق.
وكان أبو سرور قصد بعنوانه "أشياء أخرى" أنه كتب في شعره الأمور الحياتية والاجتماعية الأخرى التي يعيشها شعبه الفلسطيني، وحكى عن الحب والعشق، كحالة شخصية وكذلك كحالة عامة، وعن قتل النساء على خلفية جرائم الشرف، وغيرها من الأمور التي تُشعر القارئ بأنه لم يكن منقطعاً عن الخارج يوماً.
ويقول عيسى قراقع -الرئيس السابق لهيئة شؤون الأسرى والمحررين: عندما تقرأ لـ "أبو سرور" تجد بأن "جدران السجن لم تنزع حسه الإنساني، ولم يترك سجنه طوال هذه السنوات أثراً على روحه، وما يزال يتدفق فكراً ولم تهزم روحه الداخلية".
وكشف قراقع، أن الأسير أبو سرور يجهز مشروع رواية بعنوان "حكاية جدار"، وهي مسودة قيد الطباعة في بيروت، يحكي فيها تجربة سجنه منذ لحظة اعتقاله، وواقع السجن ومشاعر الأسير، ويعالج القضايا التي تحدث داخل السجن.
وتحوي الرواية المقبلة -وكذلك الديوان الشعري- ما يشعر به الإنسان المقهور المحشور خلف الجدران، وكأنه يقول: إنه لن يصبح جزءاً من هذه الجدران رغم طول سنوات الأسر، وإنما ما زال يحيا مع الناس وكأنه ليس سجيناً، يعيش حالات الندية والحب والمشاعر والذكريات.