نداء بوست – أخبار سورية – إدلب
الفقر وسوء الأحوال المعيشية وندرة فرص العمل، جميعها عوامل تقف في وجه عوائل الشمال السوري.
ومع قدوم فصل الشتاء، تبحث عوائل الشمال عن أي شيئ من الممكن أن يوفر عليها ولو ليرة واحدة، وخصوصاً فيما يتعلق بالملابس التي أصبح الجديد منها حلماً للكثيرين.
أغلب العوائل في الشمال باتت تتجه نحو أسواق الألبسة المستعملة، المعروفة باسم "البالة" والتي تعد أرخص ثمناً وأفضل جودة في بعض الأحيان.
فراس الحمصي صاحب أحد محلات الملابس المستعملة في إدلب قال "لنداء بوست": إنّ الإقبال على "لبالة" كبير خصوصاً مع دخول الموسم الشتوي، فالأهالي يحبذون شراء الألبسة المستعملة، كونها أرخص ثمناً وأعلى جودة، حتى ولو كانت تحتاج لبعض العناء أثناء البحث عن قطعة جيدة.
وأضاف الحمصي: "نقوم ببيع البنطال بسعر يترواح من 40 إلى 60 ليرة تركية والسترة بسعر 30 ليرة، إضافة إلى السُّتر الشتوية التي نبيعها بسعر يبدأ من 75 إلى 100 ليرة تركية للقطعة".
يعتبر غلاء أسعار الملابس الجديدة الدافع الأكبر لأغلب الأهالي نحو الملابس المستعملة، فيما يفضل بعض الأشخاص التوجه إلى "البالة" بشكل دوري لاصطياد القطع المميزة.
مصطفى الزين أحد رواد تلك المحلات قال "لنداء بوست": إنّ لديه عائلة وأطفالاً، وأحواله المادية لا تسمح أن يشتري الملابس الجديدة فأسعارها عالية جداً.
وقال: "أقوم بالتعامل مع عدد من محلات البالة، فيقومون بإخباري عندما يحضرون بضائع جديدة، فأقوم بالذهاب وأنتقي القطع الجميلة التي تناسبني وبسعر أقل ونوعية أفضل، إضافة إلى أن الملابس المستعملة تدوم أكثر بثلاثة أضعاف من الملابس الجديدة رديئة الصناعة".
طرق وبدائل يلجأ إليها الشعب السوري منذ أن عمّ الفقر في فئاته بعد أكثر من عشر سنين من العمليات العسكرية والنزوح والدمار.