"نداء بوست" – الحسكة – عبد الله العمري
بعد طول عناء بدأت عملية ضخّ مياه الشرب إلى أحياء مدينة الحسكة الشرقية (العزيزية والصالحية والطلائع وخشمان والمفتي)، وذلك بعد وصول المياه من محطة "علوك" بريف "رأس العين" بعد انقطاع استمر لعدة أشهُر متواصلة.
وتُعَدّ مشكلة انقطاع مياه الشرب عن محافظة الحسكة والتي يبلغ تعداد سكانها ما يقارب مليون نسمة بما فيهم من النازحين، من أكبر المشاكل التي تواجه المدنيين والتي لم يتم إيجاد حلّ جذريّ لها منذ أن سيطرت قوات الجيش التركي والجيش الوطني السوري على منطقة رأس العين وتل أبيض والمسماة "نبع السلام" التي تضم ضِمن هذه المنطقة محطة "علوك" والتي تُعَدّ المصدر الرئيسي والوحيد لتغذية مدينة الحسكة وما حولها بمياه الشرب، حيث شهدت المنطقة عدة اجتماعات واتفاقات هشّة لم تستمر سوى أيام معدودة بسبب تعنُّت قوات "قسد" التي تسيطر على سدّ تشرين المغذي للمنطقة بالكهرباء مرجعة الأسباب لعدم إرسال كمية كافية من المياه إلى مدينة الحسكة، مما دفع الضامنين التركي والروسي إلى الاجتماع ووضع آلية لضخ المياه مقابل إيصال الكهرباء حيث تم في الـ ٢٦ تموز/ يوليو إيصال الكهرباء لمحطة "علوك" من مدينة "الدرباسية" وتم ضخ المياه إلى مدينة الحسكة بعد انقطاع دام أكثر من شهر ليتم بعدها تزويد المنطقة بالكهرباء والتي انقطعت منذ ٢٠/٥ ولغاية ٢٧/٧ تاريخ ضخ المياه، أي لمدة تزيد على ثلاثة أشهر والتي تعد أطول مدة تم قطع المياه والكهرباء عنها.
واستمر هذا الاتفاق لمدة ٢٠ يوماً تقريباً ليتم بعدها إعادة قطع التيار الكهربائي عن منطقة "نبع السلام" والتي تضم ما يقارب ٣٥٠ ألف نسمة وبالتالي قطع المياه والذي استمر مرة أخرى مدة ١٩ يوماً ليتم يوم أمس إعادة التيار لمحطة "علوك" وبدء ضخ المياه وبانتظار إعادة تزويد المنطقة بالكهرباء.
وفي كل مرة يتم قطع الكهرباء يواجه الأهالي وشركة الكهرباء مشكلة سرقة الكابلات من الخطوط المغذية للمدينة أو محاولات لسرقة المحولات من القرى كما حصل في قرية "تل حلف" وقبلها في قرية "حميد".
المجلس المحلي من طرفه تعاقد مع شركة "ak energy" التركية لتغذية المدينة بالكهرباء حيث تم مدّ الخط الرئيسي الواصل من الأراضي التركية وحتى خطوط الشبكة الرئيسية في مدينة "رأس العين" كما أدخلت الشركة المحولات اللازمة لتشغيل الكهرباء في المدينة وذلك بعد تأخُّر كبير في المدة المفروضة والعقد المبرم مع الشركة وذلك بحسب المجلس المحلي للمدينة.
وبذلك تستمر أزمة انقطاع الكهرباء والمياه بانتظار حلّ دائم يُنهي مأساة الأهالي في ظل ظروف معيشية صعبة تعيشها المنطقة خاصة وسورية عامة.