رحَّبت تركيا باعتماد مجلس الأمن الدولي، أمس الجمعة، القرار 2585 الذي يسمح بتمديد آلية إيصال المساعدات الإنسانية العابرة للحدود إلى سورية لمدة عام من معبر "جيلوة غوزو" جنوبي تركيا المقابل لمعبر "باب الهوى" على الجانب السوري.
وقالت وزارة الخارجية التركية في بيانٍ: إن "القرار الذي اعتمده مجلس الأمن لمدة 12 شهراً سيُنفَّذ لمدة 6 أشهر إضافية على أساس تقرير الأمين العام للأمم المتحدة بعد الأشهر الستة الأولى".
وأضاف بيان الخارجية التركية: "تُعد مساعدات الأمم المتحدة المرسلة عَبْر معبرنا الحدودي ضرورية لاستمرار الاستجابة الفعّالة للأزمة الإنسانية في سورية ومن أجل الاستقرار والأمن الإقليمي".
وأشار البيان إلى أنّ أنقرة ترحِّب باستمرار آلية إيصال المساعدات الإنسانية العابرة للحدود التابعة للأمم المتحدة الفاعلة من أجل تلبية احتياجات الشعب السوري عَبْر تركيا.
ولفت البيان إلى أن تركيا تنتظر من مجلس الأمن والجهات الدولية الفاعلة، اتخاذ خطوات بنّّاءة ومواقف توافقية لإيجاد حلّ دائم للأزمة السورية. وأكد أن تركيا ستُواصِل دَعْمها القوي لمحاربة الأزمة الإنسانية في سورية، وستستمر في المساهمة الفعّالة في الحفاظ على وقف إطلاق النار ودفع العملية السياسية.
وأقرّ مجلس الأمن الدولي بالإجماع، مساء أمس الجمعة، السماح بتوصيل المساعدات الإنسانية إلى سورية عَبْر معبر "باب الهوى" لمدة 12 شهراً.
وجاء في القرار رقم 2585 الصادر عن مجلس الأمن الدولي: تجديد آلية دخول المساعدات عَبْر الحدود السورية لمدة عام عَبْر معبر "باب الهوى".
ووفقاً للقرار فإن مجلس الأمن الدولي يُمدِّد بذلك عملية توصيل المساعدات إلى سورية عَبْر معبر باب الهوى التركي لمدة 12 شهراً. على أن تكون 6 أشهر أولية، قابلة للتمديد.
وبرَّر مندوب روسيا في مجلس الأمن "فاسيلي نيبينزيا" تمرير القرار الذي هددت بلاده بعرقلته مراراً، بالقول: تجديد آلية دخول المساعدات لسورية كان عَبْر قرار مشترك روسي أمريكي.
ويوم الخميس الماضي، كشف مصدر دبلوماسي مطلع عن تفاهُم "تركي – روسي" حول أبرز ملفين تم طرحهما في جولة "أستانا 16" التي اختتمت أعمالها يوم الخميس في العاصمة الكازاخستانية "نور سلطان".
وأكد المصدر لموقع "نداء بوست" أن أنقرة وموسكو توافقتا على تثبيت وقف إطلاق النار بشكل عامّ، واستمرار الهدنة في محافظة إدلب، لكنه لم يستبعد في الوقت ذاته وجود خروقات محدودة.
وبحسب المصدر فإن روسيا تتجه للموافقة على تمديد إدخال المساعدات الإنسانية عن طريق معبر "باب الهوى" لمدة ستة أشهر إضافية، مقابل السماح بتمرير جزء منها لمناطق سيطرة النظام السوري، وتسهيل عملية التبادل التجاري بين تلك المناطق وإدلب من خلال بوابة "سراقب"، التي سيتم على الأرجح افتتاحها خلال الأسابيع القادمة.
ولا يوجد ضمانات حول الموقف الروسي بعد انتهاء الأشهر الستة التي سيتم إقرارها، وغالباً ستقوم موسكو بطرح فكرة إدخال المساعدات من خلال النظام السوري بعد انتهاء المدة.
من جانبه أبدى المبعوث الدولي إلى سورية "غير بيدرسون" تفاؤله حيال عقد جلسة جديدة للجنة الدستورية في جنيف، معتبراً حصول تفاهُمات جيدة بين الدول الضامنة يتيح المجال أمام دفع المسار للأمام.
وكانت الدول الضامنة الثلاث لمسار "أستانا" أصدرت ظهر أمس الخميس بياناً مشتركاً، أكدت فيه على الحفاظ على الهدوء في إدلب، بالإضافة إلى القضاء النهائي على الجماعات "الإرهابية" المصنَّفة على قوائم مجلس الأمن الدولي، بما فيها "جبهة النصرة" و"هيئة تحرير الشام" و"داعش"، كما رفض البيان ما وصفه بـ "الاستيلاء غير القانوني" على عائدات بيع النفط السوري.