نداء بوست -ولاء الحوراني- درعا
ينتظر أهالي محافظة درعا 90 يوماً للحصول على أسطوانة الغاز المنزلي عبر البطاقة الذكية بالسعر المدعوم 11500 ليرة سورية، في حين يصل سعرها في السوق السوداء إلى 115 ألف ليرة سورية.
هذا الارتفاع في سعر الغاز الذي بات يتجاوز دخل الموظف في الدوائر التابعة للنظام السوري شهرياً، والعامل باليومية، بدأ بشكل تدريجي بعد تأخر توزيع الأسطوانة عبر “البطاقة الذكية”.
عجز المواطنين عن شراء أسطوانة الغاز، دفع الأسر إلى اللجوء للبدائل مثل الكهرباء التي تنقطع لساعات طويلة أو الحطب إن توفر أو “بابور الكاز” الذي توقف الناس عن استخدامه منذ زمن طويل، في حين تضطر بعض العائلات إلى شراء الغاز بالكيلو والذي بلغ 15 ألف ليرة سورية.
إياد النحاس موظف في دائرة تابعة للنظام أكد لـ “نداء بوست” أن سعر أسطوانة الغاز في السوق الحرة يفوق راتبه، كما أن تسلمها عبر البطاقة الذكية يتأخر في معظم الأحيان لأكثر من ثلاثة أشهر بينما لا تكفي الأسرة المتوسطة شهراً واحداً فقط كأقصى تقدير.
من جانبه، قال سامح عللوه وهو صاحب مطعم في المدينة: إن ارتفاع أسعار المواد الغذائية التي تعتمد صناعتها على الغاز يعود لارتفاع سعر أسطوانة الغاز الصناعي في السوق السوداء، والذي وصل إلى 180 ألف ليرة وبالتالي اضطر أصحاب المهن الصناعية لرفع أسعار منتجاتهم.
تقول نور العاسمي وهي ربة منزل: إنها باتت تعتمد في تحضير الطعام لأسرتها على الحطب في ظل تأخر تسلمها لأسطوانة الغاز “المدعوم” وعدم قدرتها على شراء أسطوانة الغاز الحر أو حتى الكيلو منه لارتفاع أسعاره.
ظروف معيشية صعبة وغلاء فاحش في الأسعار وحالة من الفقر الشديد وانتشار البطالة فضلاً عن نقص في الكهرباء والمياه والخبز والمحروقات وضعف في شبكات الإنترنت، تقاسيها درعا وتتجاهل حكومة النظام إيجاد حلول لها رغم شكاوى الناس المتكررة.
وقبل أيام، طالب عضو المكتب التنفيذي لقطاع المحروقات في محافظة ريف دمشق ريدان الشيخ، المدنيين القاطنين بمناطق سيطرة النظام بالانتظار لفترة تتراوح بين 100 و110 أيام من أجل الحصول على أسطوانة غاز بالسعر “المدعوم”.
وأضاف أنه سيتم إبلاغ المدنيين بموجب رسالة تصل إلى المستفيد، وليس 70 يوماً كما يظن البعض، مشيراً إلى أن تقليص المدة يرتبط بتحسن توريدات الغاز.
وفي حمص ليس الوضع بأفضل حالاً، حيث شهد سوق بيع المحروقات في المحافظة ارتفاعاً مفاجئاً وسط غياب دور النظام السوري ومؤسساته، المسؤولة عن توزيع مخصصات الأهالي من مازوت التدفئة، وأسطوانات الغاز المنزلي المدرجة عبر برنامج تكامل “البطاقة الذكية”.
وأفاد مراسل “نداء بوست” في حمص بارتفاع سعر أسطوانة الغاز المنزلي لما يقارب المئة ألف ليرة سورية، الأمر الذي دفع بشريحة واسعة من المدنيين للاستغناء عنها، واستبدالها بأساليب بدائية كما هو واقع الحال المتمثل بـ “الموقد” و”التنكة المنزلية”، التي تم ابتكارها خلال فترة الحصار التي تعرضت لها المنطقة خلال سيطرة الفصائل المعارضة عليها.