نداء بوست- أخبار سورية- الحسكة
استهدفت طائرة تركية مسيرة، مساء أمس الأحد، سيارة قيادي في “المجلس العسكري السرياني”، أحد مكونات “قسد” قرب بلدة تل تمر بريف الحسكة الشمالي.
وأكدت “قسد” في بيان استهداف طائرةٍ تركيةٍ سيارةً تقلّ عضواً في “المجلس العسكري السرياني” يدعى “أورم ماروكي”، أثناء مرافقته لوفد روسي كان متجهاً إلى محطة كهرباء تل تمر.
وبحسب المركز الإعلامي التابع لـ”قسد” فإن الغارة أدت إلى إصابة “ماروكي” وعنصر آخر بجروح، فيما تحدثت مصادر محلية عن مصرع عنصر كان داخل السيارة المستهدفة.
ويوم الجمعة الماضي، استهدفت طائرة تركية مسيرة سيارة تقل 3 قياديين في “قسد” على الطريق الدولي M4، بين بلدة القحطانية ومدينة القامشلي بريف الحسكة.
ولم تعلق “قسد” على الهجوم حينها، فيما أشارت مصادر محلية إلى أن دوريات من “الأسايش” طوقت المكان وقامت بنقل الأشخاص الثلاثة إلى مشافي الحسكة، وسط تكتم كبير على هُوِيَّتهم.
وأكد موقع “باسنيوز” أن الاستهداف أدى إلى مقتل شخص يدعى ضرار جمعة حمزة، وإصابة اثنين آخرين، مشيراً إلى أنهم من كوادر حزب “العمال الكردستاني”.
أسباب ودلالات التصعيد
مطلع العام الحالي، صعدت تركيا من قصفها المدفعي والجوي على مواقع “قسد” شمال شرقي سورية، وتركزت الاستهدافات بشكل خاص في المناطق الحدودية بين محافظتَيْ حلب والرقة.
وبحسب مركز “جسور” للدراسات فإن القسم الأكبر من العمليات التركية طال مواقع “قسد” في مدينة عين العرب شرق حلب، التي شهدت تسيير أكبر عدد من الدوريات المشتركة بين تركيا وروسيا بمعدّل يزيد عن 80 مرّة.
وأرجع المركز سبب هذا التصعيد إلى استمرار حزب “العمال الكردستاني” في استخدام المنطقة كقاعدة عمليات لشنّ هجمات تستهدف مناطق وجود القوات التركية داخل سورية وضِمن أراضيها.
كذلك يرى المركز أنّ تصعيد تركيا الجوي والمدفعي شرق الفرات، لا يأتي فقط كردّ على استهداف مصالحها، بل لارتفاع مستوى التهديد الذي بات نشاط حزب “العمال الكردستاني” يُشكّله ضدها.
وتريد تركيا من هذه العمليات، التأكيد على امتلاك القدرة على استخدام الخيار العسكري لحماية وضمان مصالحها الأمنية في شرق الفرات، إذا ما أصرّت روسيا على استخدام ذات الخيار في غرب الفرات، وفقاً للمركز.
ورجح المركز استمرار تصعيد تركيا في المنطقة بما في ذلك التهديد بشنّ عملية عسكرية، لحمل روسيا على الالتزام بمسؤولية تطبيق ما تم التفاهم عليه، وإخراج حزب “العمال الكردستاني” من المنطقة.
مذكرة “سوتشي” على المحكّ
رصد مركز “جسور” للدراسات، انخفاضاً ملحوظاً في معدل تسيير الدوريات العسكريّة المشتركة بين تركيا وروسيا في مناطق شرق الفرات، منذ مطلع العام الحالي.
وسيّر الطرفان التركي والروسي خلال الربع الأول من العام 10 دوريات فقط، بمعدّل يقارب 3 دوريات شهرياً، بينما تم في عام 2021 تسيير ما يقارب 66 دورية مشتركة بمعدّل أكثر من 5 دوريات شهرياً.
وبدأ تسيير الدوريات المشتركة بين الجانبين في تشرين الثاني/ نوفمبر 2019، كأداة لمراقبة تنفيذ بنود مذكرة “سوتشي” الخاصة بمنطقة شرق الفرات، وتحديداً البند المتعلّق بانسحاب عناصر حزب “العمال الكردستاني” من الشريط الحدودي بين سورية وتركيا إلى مسافة 30 كم جنوباً.
ومنذ انطلاق الدوريات المشتركة بلغ عددها 150 دوريةً على أقل تقدير؛ أكثر من 90 منها في منطقة عين العرب، و56 في منطقة الدرباسية، و4 في منطقة المالكيّة.
ويعود تركُّز معظم الدوريات في منطقة عين العرب؛ إلى النشاط والانتشار الكبير فيها لعناصر وكوادر حزب “العمال الكردستاني” والتنظيمات التابعة له كحركة “الشبيبة الثوريّة”، واتخاذ المنطقة كقاعدة متقدّمة لتنفيذ عمليات أمنيّة داخل وخارج الحدود تستهدف مصالحَ وأهدافاً تركيّةً عسكريّةً ومدنيّةً.
واعتبر المركز أن إطلاق تركيا عملية “نسر الشتاء” مطلع شباط/ فبراير الماضي، وضرب الطيران المسيّر والحربي أهدافاً عسكريّةً تابعةً لـ”العمال الكردستاني” داخل سورية، بمثابة مؤشر واضح على انعدام أو تراجُع الثقة بجدوى الدوريات المشتركة كأداة فاعلة لمراقبة وإبعاد كوادر “PKK” وخفض أنشطته في المناطق الحدوديّة.